أعلم يقيناً بأن حديثي عن "التعصب الرياضي" ليس بالجديد فقد تطرق له بعض الكتاب وأصحاب المقالات، كما أنني أعترف لكم بأنني لست خبيراً رياضياً أو صاحب اهتمام كبير بعالم الرياضة وخاصة "كرة القدم"؛
لكن الذي دفعني إلى الكتابة والتكرار في هذا الموضوع هو ما رأيته من بعض المغردين والأصدقاء وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بعد مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب روسيا في افتتاح كأس العالم 2018 من كلام يجرح في شخصية بعض اللاعبين ومكانة بعض الأندية.
عندما نعيد الذاكرة للوراء قليلاً وفي أزمنة قريبة، فإنني أجزم بأن الإعلام بكافة صوره وأشكاله لايستطيع الكلام بكلمة واحدة حول اختيار اللاعبين والأندية والجميع على قلب رجل واحد همهم هو منتخب بلادهم في المقام الأول ولعل الانفتاح في وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحاضر قد ساعد على هذه الجرأة من قبل بعض الإعلاميين أو حتى من أشخاص وجماهير لاعلاقة لهم بالإعلام ويتكلمون عن اختيار اللاعب(س) من نادٍ معين وأن اختياره مجاملة، ولماذا لم يتم اختيار اللاعب(س) من النادي الآخر؟ ويستمر الحديث عن المدرب وعن التشكيلة وأن هناك تدخلاً في إشراك بعض الأسماء إلى غير ذلك من الأمور التي تدل على التعصب الرياضي الأعمى دون النظر إلى المصلحة الوطنية وبعيداً عن النقد البناء.
إنني أوجه رسالتي إلى المسؤولين عن الرياضة في بلادنا الغالية وعلى رأسهم رئيس هيئة الرياضية معالي المستشار وفقه الله أن يعملوا بكل قوة وحزم لوقف التعصب بكافة صوره وأشكاله سواءً من إعلاميين أو أفراد وإيجاد عقوبات رادعة لأمثال هؤلاء وترك المجال للمسؤولين في بلادنا الغالية للعمل من أجل جيل واعٍ يعلم أن الرياضة فن وأخلاق وأنه يجب علينا تحقيق تطلعات ولاة أمرنا من خلال أهداف (التحول الوطني 2020) (ورؤية المملكة 2030).
وعلينا أن نعمل على إعداد جيل من الشباب قادر على رفع علم المملكة العربية السعودية في جميع المحافل والمناسبات وتأهيلهم ليكونوا قادرين بمشيئة الله تعالى لتحقيق الإنجازات التي نطمح إليها جميعاً بعيداً عن التعصب الرياضي الأعمى الذي يؤثر سلباً على رياضتنا في هذا الوطن المعطاء.
وكل عام ووطني المملكة العربية السعودية بخير وعافية
كتبه: أحمد بن علي جبرة
مدير مكتب التعليم بالعارضة