منذ 3 يوم و 2 ساعة 0 534 0
قلوب لاتفقه .
قلوب لاتفقه .

 

الكاتب - عائض الأحمد 


 

المشاعر الإنسانية مُرتبطة بما يشعرك به قلبك، وكأنَّ عقلك لا وجود له حينما تستذكر تلك السنوات، ويستدرجك حنين أيامها الخوالي، "فيا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب".

وكأنَّما هذا المشيب نهايتي، أخطو إليه بقامة منحنية وجسد يخور، لم يعد يقوى على مزيد من كل هذا المزيد. الفطنة تربو في جلبابك الفضفاض ردحًا من الزمن، ثم تلزمك دون أن تشعر بها، أو تُظهر تميُّزك بفعلٍ أو قولٍ، وكأن من يرافقك المخدع والمأكل والمشرب، أغراب يتندرون على ما قد يظنوه إحدى سقطاتك أو طيشك أو تظاهرًا تُخفيه لحاجة في نفسك.

لم تعد تملك صبرًا لكل هذا، فصمتك ليس دلالة رضا؛ بل حديث نفس لوَّامة تقول ارحلوا ودعوني فأنتم لم تعودوا أكثر من كونكم أناس تستحق إنسانيتهم فقط، فلا تطلبوا مني المزيد، سأصل بكم إلى عتبة الباب وأودِّعكم بعينين يغرقهما فائض الحزن ونزعة الإنكسار، ليس لما قدمت، لكن لما منعته عن نفسي خشية أن يطغى على ما حسبه حقًا لكم، أستطيع أن أهبه راضيًا، يسعدكم ويثقل كاهلي إن غنمته وحيدًا.

 

"السريالية" الموغلة في محاكاة المظاهر الواقعة المُعاشَة ومحاولة صفعها بمشاعر الألم في اللاوعي تجعلك صيدا ثميناً لمن يقول لم أعد أفهمك، الحوار لن يجدي نفعًا لطرفي خيال استقاه من أحلامه ومسيرته وتطلعاته "السخيفة"، حينما يسقطه على أناس لم يعد يعرفهم وكأنَّه من يشي بنفسه عند قاضٍ جائر معلناً فعلته مُقرًا بها مُنتظرًا قصاصه.

كيف لقلوب عاشقة استبد بها الهيام أن تخلص عفا الزمان على ما مضى أينما سكبته وتلقفه الطامحون لعشقنا فكنَّا مثال الطهر والعفاف ولغة المقتدين نحن، لن أخسر قلبًا جبر كسري، ولن أهجر من ضم صدري، ولن أبعد عمّن زرعته في مقلتي وتشبث بنهج حياتي، فسقاها ماءً يفوح منه عطره ودخون جسده، إنه السمع والبصر وما ملك الفؤاد هنيئًا طيبًا.

من ظنَّ بأن مشاعرك متناقضة، فهو يؤمن بالسواد والبياض ويتجاهل حقيقة ما بينهما، الوقت لم يمت والليل والنهار متعاقبان إلى قيام الساعة.

ختامًا.. الورد والشوك تحملهما نفس الأرض ويرتويان من ماء زلال نقي، فهل تغير أحدهما ليشبه الآخر. إن كان ذلك فهذا أنا!

 

شيء من ذاته: القوة في كبح جماح نزواتك وتربيتها للنظر لصورة من أفنيت شبابك تنتظرها لتقول لها أحبك لا أكثر، ذكرتني بزمن "الطيبين"، فلم تكن إعادة الرسائل تعبيرًا عن النهاية؛ بل جديدا قادما هناك من فهم وهناك من خذلته الرسائل.

 

نقد: ما تريده ليس معي الآن، هرمنا من الغث والسمين.. ثم ماذا؟

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك