الثلاثاء, 03 سبتمبر 2024 07:08 مساءً 0 153 0
عمر القيادة - انتخابات أمريكا انموذجاً .
عمر القيادة - انتخابات أمريكا انموذجاً .

 

الكاتب - ابراهيم آل الفقهاء


 

هل للقيادة عمر لا يستطيع القائد تجاوزه؟  

ماهي معايير تحديد زمن هذا العمر لا سيما في ظل تواجد تلك الكفاءات المعمرة التي وضعت بصمات شفعت لأصحابها البقاء في المناصب القيادية فترة زمنية طويلة مما قد يحتم إعادة صياغة السؤال ليكون: (ماهي آلية تحديد دقة الوقت المناسب لتسليم السلطة للجيل التالي)؟

وقد فعلت الحوارات والمناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية بين الرئيس الحالي (جو بايدن) والمرشح (دونالد ترامب) جانب العمر كعامل ضغط فأصبح محور الحوار والنقاش مبتعد عن جوهر القيادة مما قد يتيح للفرس الأسود الفوز بكل هدوء بالفترة الرئاسية الحالية، في ظل تبادل التهم العمرية وأحقية كل منهما بالفوز والعزف على وتر السنون بمناكفات عقيمة ولدت أسئلة منطقية عرت سوءتهما منها:

هل أصبح المرشحان طاعنين في السن كثيراً لدرجة تعوقهما عن القيادة؟

هل يتمتعان بالسلامة العقلية الكفيلة بمنحهما أحقية قيادة دولة تقود العالم أجمع؟

هل هما قادران على القيادة بفعالية في حال فوز أحدهما؟

هذه المناقشات تستنطق الشيخوخة ذاتها وتضعها على طاولة المكاشفة مسوغاً منطقياً للآتي من الخلف لانتزاع زمام القيادة لتوفرعوامل الأحقية الإدارية والعمرية التي كانت سلاحهما الذي انفجر فيهما فشلا ذريعا في الخروج من مأزق مفتعل والنظر من زاوية واحدة برؤية ضيقة كانت القشة التي قصمت ظهر البعيرين.

علماً بأن التركيز على العمر فيه نوع من التجني على الجسدية والإدراكية والإبداعية والإنتاجية مما يفوت الإستفادة من الفروقات الفردية فيكون التقاعد الإجباري تعطيلا صريح للإستفادة المجانية من الخبرة والتجارب السابقة وإهدارا للجهد والوقت.  

وبعيداً عن أنانية ونرجسية التمسك بالمنصب سواءً كانت بداعي الخوف من الإهمال والتهميش أو خشية اتساع الفجوة بين الهوية الشخصية والمهنية الوقتية, فإن القيادة ترتبط بالشخص نفسه ومدى قدرته على تسيير دفة الأمور ولا أدل على ذلك من:

انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا عندما كان عمره 75 عاماً. وارن يافيت لا يزال يدير واحدة من أعظم شركات أمريكا بعمر 93 عاماً. مايكل بلو مبيرغ يواصل انجازاته في مجالي ريادة الأعمال والأعمال الخيرية بعمر 82 عاماً. جانيت يلين خبيرة اقتصادية وسياسية عالمية تتمتع باحترام واسع بعمر 77 عاماً. ميك جاغر يقود جولة جديدة لفرقة رولينغ ستونز بعمر 81 عاماً.

والولايات المتحدة التي تستخدم تكهنات شيخوخة العمر هي من تدين بالفضل لصاحب الإعاقة العقلية الذي صاغ الدستور الأمريكي وهو في عقده الثمانين (80) إنه بنجامين فرانكلين.

هذه البراهين لا تلغي خطورة الشيخوخة لأنه مرتع خصب للأمراض المزمنة والأمراض العصبية التنكسية مما قد يهدد الفعالية القيادية لا سيما وأن لكل شيء نهاية في هذه الحياة قانوناً واقعياً يشرع تسليم السلطة والإستقالة برشاقة تحفظ ماء الوجه بإدراك الوقت المناسب للتنحي الذي يعد ذكاءً يُضاف لمناقبهم القيادية بطرحه سؤالاً :(هل مهاراتي ملائمة لمواجهة تحديات المستقبل)؟

وأهم من ذلك إجابته على السؤال: (هل أريد أن تتولى الإدارة عملية الإنتقال أم أقودها بنفسي)؟ بكل شفافية وحيادية وهذا تحدياً صعباً في ممارسة القيادة الذاتية.

هذه التداخلات في تبني فكرتين متضادتين ومحاولة التوفيق بينهما بسلاسة هو قمة النضج الفكري الذي يؤسس لقيادات شابة قوية تنال ثقة القيادات السابقة الخبيرة التي تسلمها زمام القيادة بكل أريحية ورضا نفس.

وأعتقد أن انسحاب بايدن نوع من الذكاء لتسليم السلطة بمسوغات تصُب في مصلحته ضمنت له المحافظة على اللياقة الخطابية بعين الخبير وعينه الثانية تلمح القادم من الجيل التالي القريب منه تماما الذي قد يتخذه درساً مفيدأ (هارس) .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة