الخميس, 15 يونيو 2017 10:30 مساءً 0 748 0
‹‹ الوَايت .. وصاحب العمارة! ››
‹‹ الوَايت .. وصاحب العمارة! ››
‹‹ الوَايت .. وصاحب العمارة! ››
بقلم الكاتب : ناصر بشير عبدي .
 
الماء من أهم مقومات الحياة التي لا غنى عنها ؛ وتُعد السعودية من الدول التي تكاد تنعدم فيها الموارد المائية نظراً لطبيعتها الجغرافية ؛ ولكن رغم ذلك الشح نجد أن الحكومة قد بذلت جهوداً كبيرة لتجاوز تلك العقبة ، كالاهتمام بالعيون النابعة وحفر الآبار وإنشاء السدود ، وصولاً إلى إنشاء محطات لتحلية المياة.
 
ورغم كل تلك الجهود الجبارة والمبذولة في سبيل راحة المواطن ؛ إلا أننا نجد أن أزمات المياه تكرر هنا وهناك ! ، وتظل الجهود مستمرة في معالجتها وتلافيها ، فمشكلة المياه ومن دون شك من المشكلات التي يشهد الجميع بتحسنها نسبياً على مدى العقود الثلاث الماضية.
 
ولكن لا تقف مشكلة المياه على ما هي عليه فقط من طبيعة الأرض ، فمع الأسف الشديد نجد أن هناك فئة من ‹‹ مُلاك العقار ›› يشكلون عقبة أشبه ما تكون بالغصة ! ؛ فتجدهم يجبرون المستأجرين على طلب صهاريج المياه من محطات التحلية لكونهم لم يسددوا فواتير المياه المستحقة عليهم ودون أدنى مسؤولية !
 
فتجد المستأجرين المُثقلين بدفع الإيجارات المرتفعة ! والمصروفات الأخرى ملزمين أيضاً بالتناوب على دفع قيمة صهريج الماء ، وكأن الأمر لا يخص ‹‹ صاحب العِمارة ›› مطلقاً ! ، ولا غرابة في ذلك فمن لم يلتزم بما عليه ، لا يستغرب منه أن يتنصل عن مسؤولياته.
 
ومثل هذا التجاوز الذي يقوم بعض ‹‹ مُلاك العقار ›› يجب أن يُقابل بإجراءات حازمة من قِبل الجهات المعنية ، فإيقاف صب المياه إلى حين سداد المستحق يُعتبر عقاباً غير كافٍ لردع مثل هؤلاء ، بل يجب أن تكون هناك عقوبات أكثر حزماً ، وأن تكون هناك متابعة دائمة من لجنة مختصة بذلك الأمر المزعج حقاً !
 
إن الجهود المبذولة في توفير المياه جهود ليست باليسيرة ، ولكي يتم الاستفادة منها بأفضل صورة ممكنة ، يجب أن تقابل تلك الجهود بترشيد في استخدام المياة ، وحُسن تجاوب من أصحاب العقار ؛ فترشيد المياه يساعد على الحفاظ عليها والتجاوب يساهم في سهولة إيصالها.
 
ولتطبيق هذين الأمرين على أرض الواقع نحن بحاجة ماسة إلى حملات توعوية شاملة تتزامن معها برامج جزائية صارمة ؛ ليكون هناك تناغم بين التوجيه والردع ، وبذلك نستطيع الوصول إلى مرحلة متقدمة في معالجة مشكلة المياه التي لا يختلف الجميع على مدى أهميتها والاستياء عند حدوث أزمة دليل كافٍ على ذلك !
 
وفيما يخص الحملات التوعوية والدور الرقابي ؛ يجب الإشارة إلى أهمية مشاركة الجميع وعدم قصرها على الجهات الحكومية فقط أو مؤسسات المجتمع المدني ، فكل فردٍ يجب أن يُشارك حسب استطاعته ؛ فالفائدة في الأخير تعم الجميع بلا استثناء ، والماء من أعظم النعم.
 
لمحة : كثير من الجهود العظيمة قد تفسدها تصرفات فردية غير سليمة !.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

غاليه الحربي
المدير العام
مالكة ومدير عام ورئيسة تحرير الصحيفة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك