السبت, 08 مارس 2025 11:11 مساءً 0 569 0
حنان ناضرين تكتب *الدور السابع*
حنان ناضرين تكتب *الدور السابع*

حنان ناضرين تكتب *الدور السابع*

 

كتبت الكاتبة والشاعرة أ. حنان آل ناضرين شاعرة مكة وأم القرى قصة قصيرة  بعنوان *الدور السابع*

بدأت فيها :

 

ركضت حوراء في الروف الواسع تنادي بخوف وقلق على ابنتها ذات الأربعة أعوام: ميداء ميداء أين أنت طفلتي الجميلة؟

 بحثت في غرفتها، في غرفة الألعاب، في كل دورات المياه، في الشرفة، في المطبخ! ليست موجودة !

ياللهول.. ربما قفزت من النافذة للسطح الذي يحتوي على اربعة شبابيك واسعة - غير مركبة- على بُعد متر من الأرض، وتسلقت وسقطت في الشارع؟ 

 

إزداد ركضها وارتفع صوتها، وبدأت دموعها تتساقط على وجنتها، تنادي: ميداء حبيبتي ألن تردي على ماما؟

 

 اخرجي من مخبئك لنعمل كعكة الفراولة التي تحبيها.. 

 

قفزت من نافذة غرفة الضيوف للسطح، وركضت تبكي تبحث عنها.. ليست موجودة!.. 

 

نظرت بخوف وهلع من الشباك الأقرب لها للشارع، ورددت في نفسها ، هل هي ميتة وحولها الناس مجتمعون؟ 

ثم تمتمت ، الحمدلله لايوجد تجمع أو جثة. 

 

عادت إلى الداخل في حيرة تبكي، أين ذهبت وباب الروف مغلق؟!

 

 ارتمت على أقرب مقعد في غرفة ابنتها تبكي وتدعو لها بالحفظ، وإن تجدها بخير. 

 

ماذا تفعل؟ هل تتصل بأمها؟ لا.. ستقلقها وهي مريضة،

 تتصل بأختها؟ لا.. ستترك عملها وتأتي إليها، في فترة تصحيح أوراق الإختبارات، وهذا صعب.

 

ماذا أفعل يارب ساعدني.. 

 

أخذت تدعو بصوت مرتفع، يخالجه الخوف والحزن والقلق والبكاء:

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ثلاثو مرات.

 

اللهم ياحي ياقيوم صل على محمد وآله وصحبه وسلم، 

اللهم إني استودعتك فلذة كبدي ميداء، فاحفظها واجعلني أراها بخير.

 الآن.. فجأة تحرك باب خزانة الملابس وانفتح قليلا، فركضت إليها وفتحت الباب، فإذا بميداء الصغيرة نائمة في رف الملابس السفلي! 

 

 أخرجتها واحتضنتها وهي تصرخ فرحا:الحمدلله، شكرا ياالله أنها بخير، وقد حفظتها لي.

 

فتحت الصغيرة عينيها، وتعلقت بأمها وضمتها وقالت:

-ماما لاتتركيني وحدي

-لم أتركك وحدك حبيبتي

-لقد كنت خائفة

-لماذا؟ 

-كان الظلام شديدا، وكان هناك شبح! 

 

-اطمئني لن يكون هناك ظلام بعد الآن، أعدك أن يكون لديك ضوء قليل في غرفتك وردي اللون، هيا لدورة المياه، وبعدها نعد فطورنا اللذيذ، وكعكة الفراولة. 

 

صفقت ميداء بيديها سعيدة ، وذهبت لدورة المياه، أما حوراء فاتصلت بأخيها وحكت له القصة، وطلبت منه اليوم عاجلا تركيب شبابيك للسطح تُقفل جيدا، ولمبة صغيرة ذات ضوء خافت وردي اللون كما تحبه ابنتها ميداء.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
حنان ناضرين تكتب *الدور السابع*

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك