رمضان عادة أم عبادة؟
بقلم : دعاء بيك
شبكة نادي الصحافة السعودي
مع دخول شهر رمضان المبارك نجد أن الأغلبية قد بدأوا بفعل العبادات التي من المفترض فعلها طوال السنة وليس في رمضان فقط أبسطها قراءة القرآن الكريم والصدقة والإحسان وغيرها، فالذي لا يصلي أصبح يصلي والذي لا يعرف الذكر لا ينفك لسانه من الذكر، تغيرت الأحوال إلى الأفضل وأصبحنا مجتمع قدوة للكثير من حولنا ولكن ماذا بعد ذلك ؟
أليس من المفترض أن تكون هذه العبادات مستمرة أم أننا اعتدنا على فعلها في رمضان فقط وعند نهايته نتوقف ونعود مرة أخرى لأفعالنا السابقة وكأننا لم نكن نحن أولئك الذين قمنا بتلك العبادات طوال ثلاثين يوماً . ونعتقد أننا نقوم بالعمل الصحيح متناسين أننا محاسبون طوال السنة لا أجزم أن الجميع كذلك ولكن للأسف الأغلبية هكذا ولا نستطيع أن ننكر ذلك .
أعلم جيداً أن كل شخص مسؤول عن نفسه وليس لأحد له الحق في محاسبة الآخرين ولكنها أفعال لا تليق بنا كمسلمين وموحدين لله رب العالمين , ونسأل أنفسنا ماذا استفدنا من رمضان ؟؟ وهل استطعنا أن نحقق الغاية من قدومه ؟؟ وقفات كثيرة يجب أن نقف عليها ونحاسب أنفسنا قبل أن يأتي من يحاسبنا .
جميعنا يعلم البركة والخير والأجر المضاعف في شهر رمضان ولكن هل علينا أن نتوقف عنها عند نهايته وكأننا لم نفعل شيئاً ويذهب كل ما تعبنا من أجله، ويعود كل شخص لحاله الذي كان عليه ونجد المساجد خالية من المصلين إلا من رحم ربي بعد أن كانت ممتلئة ؟!.
مشهد مؤلم يتكرر كل عام ولم يتغير وبدلا من أن نغيره نستمر عليه ليصبح عادة لدى أطفالنا ونتساءل بعدها لماذا هم هكذا؟ .. لماذا لا نلوم أنفسنا فنحن من جعلنها عادة وليست عبادة حتى أصبحت أفعال طبيعية وغير مستغربة؟! ها قد أتى شهر رمضان شهر الخير وسيرحل بعد أيام قليلة وتعود أيامنا كما كانت وكأن العبادة فُرضت في رمضان دون غيره .
من المؤسف أننا أصبحنا كذلك ننتظر رمضان لنفعل الخير والإحسان والعبادات ونتمنى قدومه، أليس من الأولى لنا أن نتغير وتصبح جميع شهور السنة وكأنها رمضان حتى لا نندم ونقول ليتنا لم نفعل ذلك ؟! أسأل الله لي ولكم المغفرة وعتق رقابنا من النار.
.jpg)
.jpg)
