كرنفال يوم التأسيس في جامعة أم القرى: احتفاء بثلاثة قرون من الإنجاز وتكريم دور المرشد السياحي
الكاتب / عبدالله بخاري
في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، أقيم مساء يوم الأربعاء 27 شعبان 1446هـ، الموافق 26 فبراير 2025م، كرنفال الاحتفال بيوم التأسيس المجيد، بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية والمرشدين السياحيين، وبمشاركة فاعلة من جمعية اتحاد المرشدين السياحيين. وكان لصحيفة شبكة نادي الصحافة الإلكترونية حضورها المميز، ممثلة في الكاتب والمحرر الصحفي والمرشد السياحي عبدالله بن محمد عبدالهادي بخارى.
احتفال يجمع بين مناسبتين وطنيتين
تزامن هذا الاحتفال مع اليوم العالمي للمرشد السياحي، الذي يوافق 21 فبراير 2025م، مما جعله حدثًا استثنائيًا يجمع بين الاحتفاء بتاريخ المملكة الممتد لثلاثة قرون منذ تأسيسها عام 1727م، وبين تسليط الضوء على الدور المهم للمرشدين السياحيين في التعريف بتراث المملكة وثقافتها وتعزيز السياحة الداخلية.
وقد تضمن الاحتفال عددًا من الفعاليات التي عكست الهوية الوطنية وأبرزت المكانة التاريخية للمملكة، حيث قُدّمت عروض ثقافية وتراثية تناولت المحطات التاريخية منذ تأسيس المملكة على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
معرض تراثي يعكس هوية المملكة
ضمن فعاليات الكرنفال، أقيم معرض تراثي يبرز جوانب متعددة من الإرث السعودي العريق، حيث تم إحياء أجواء الأسواق التراثية الشهيرة مثل:
• سوق عكاظ، الذي كان مركزًا ثقافيًا وتجاريًا في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي، واشتهر بالنشاطات الأدبية والتجارية.
• السوق الصغير، وهو أحد الأسواق التقليدية التي تعبّر عن روح التجارة الحجازية القديمة، ويُعرف بمنتجاته الحرفية والمأكولات الشعبية.
كما قدم المعرض تجربة غنية للزوار من خلال عروض المأكولات الحجازية التراثية، التي تعكس تنوع المطبخ السعودي وأصالته، حيث تم تقديم أطباق شهيرة مثل:
• المطبق والمعصوب، اللذان يعدان جزءًا من التراث الغذائي الحجازي.
• السليق والمندي، وهما من الأكلات التراثية ذات الشعبية الواسعة في مختلف مناطق المملكة.
ولم يخلُ المعرض من ركن الحلويات الحجازية التقليدية، حيث استمتع الزوار بتذوق حلويات تراثية أصيلة مثل:
• البنية، وهي حلوى حجازية مصنوعة من الطحين والسكر والتمر، وتُعد من الأطباق التقليدية المحببة.
• الدو، وهو نوع من الحلويات الشعبية ذات المذاق التراثي الفريد.
• الهريسة، التي تتميز بقوامها اللين ومذاقها الغني، وتعتبر من الحلويات التي تحظى بشعبية واسعة في المناسبات التقليدية.
كما تضمن المعرض ركن الأشغال اليدوية التراثية، التي جسدت مهارات الحرفيين السعوديين في صناعة المنتجات التقليدية مثل:
• السبح والمشالح، التي تعكس فنون الحرف اليدوية الأصيلة.
• المجسمات المعمارية التراثية، التي تعرض التصاميم العمرانية القديمة في الحجاز ونجد.
المرشد السياحي: سفير ثقافي داخل وطنه
في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها قطاع السياحة السعودي، كان لهذا الاحتفال دور بارز في تسليط الضوء على أهمية الإرشاد السياحي، حيث تم تقديم فقرات خاصة تؤكد أن المرشد السياحي هو سفير لوطنه داخل بلده، فهو يعكس تاريخ وثقافة المملكة لزوارها من الداخل والخارج، ويشكل جزءًا مهمًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز السياحة كقطاع رئيسي يدعم الاقتصاد الوطني والتنمية الثقافية.
ختامًا
عكس هذا الحدث الوطني روح الانتماء والاعتزاز بتاريخ المملكة، وسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة. كما كان مناسبة مثالية لإبراز الدور الحيوي للمرشد السياحي في تقديم صورة متكاملة عن المملكة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية ذات هوية ثقافية غنية.