الكاتب - عائض الأحمد
لا شيء يمنعني من الإعتراف بأنني الآن عرفت هويتي، واستمعت جيداً لذاتي، وعدت إلى فطرتي وطفولتي، الحقيقة ليست غائبة ولم تكن مُغيَّبة، ولن أعود للتباكي على اللبن المسكوب، فالسلبية مُعلقة على سقف الماضي، والعثرات دليل خبرة يستقيم به الحاضر، ولن أتمنى الماضي لأُصلح ما أفسدته.
يقول بعض الخبراء "ثقافتنا لا تدعم التعرف على الذات وكشف الحقائق، وسبر أغوار البشر". وبقدر انشغالنا وبحثنا الدائم عن مناقشة سير أعمالنا وحياتنا المعتادة، وربما كيلو البصل أهم من مشاعر أُمَّة ومستقبل جيل يعيش بصحة نفسية عالية، فلا عجب أن يأتي يوم ليسألك أكثر الناس قرباً منك ويفاجئك منذ متى وأنت تفعل هذه أو تلك؟ وكأن أبصارنا وحواسنا لم تعد ترى أو تشعر وفي أضعف أحوالنا نعتقد أن شركاء حياتنا يفضلون هذه وقناعتهم تؤكد تلك.
المزعج هو تلك الدهشة بأنك "تغيَّرت" لمجرد أن قرأت ذاتك بعد عمر أو تغير سلوك كنت تتبعه أو ظهر شيء ما كنت تخفيه، مثل هواية وجدت متسعًا وشجاعة للتباهي بها، علّها تعبر عن خلجات قُمعت زمنًا وأتت في وقت لم تختره، ربما الظروف ساقتها دون وعي منك، ولكن المؤكد أنه كان جزءًا من شخصيتك يحضر ويغيب، ولم تكن مُمسكًا به لأسباب تُحدث بها نفسك فقط، وإن عٓلِم من حولك عدت لدوامة من أين لك كل هذا أن لم تصل إلى .... حدثنا من أنت؟
ولا ضير أن وجدتهم يتهامسون مضمرين شك فيما تقوم به فلم يعهد أحدهم فيك قدوة أو موهبة أو أي شيء يميزك عن غيرك، وكأن هذا الحجر الصوان أخ لك، لا يتبدل ولا تغيره لآلآف السنين.
الصعوبة أن تدير حربًا داخلك وليس أن تُديرها حولك.
ختامًا: ربما نكون مختلفين ولكننا متشابهان.
شيء من ذاته: ستعيش كابوس الحسرة والندم وتقع فريسة الألم حينما تنتظر ثناء الآخرين.
نقد: أفعال الصبيان أكثر جرأة مما تخفيه خلف هذه الصومعة.