شبكة نادي الصحافة السعودي
الناشر: وسيلة الحلبي
بقلم/ عمر الجيد
أكتب من قريتي الصغيرة
حيث المباني العتيقة
ورائحة الطين بعد المطر
تشابه تلك التي كنا نبتاعها
من متاجر باريس
أكتب من على ناصية الدرب
وليالي إبريل الساحرة
التي بللت جدران المباني
وألقت بردها على الطرقات
وأجبرت السيارات أن تسير بهدوء
وبعث المذياع صوت وردة وهي تقول
"غريبة ومش غريبة.. دنيا وفيها العجائب"
كيف حالك يا رفيقي
هل ما زلت على عهدك القديم
هل ما زلت رفيق الحقيبة والمظلة
تجول في الشانزلزيه
بحثا عن مقعدٍ في زاوية المقهى
لتحتسي قهوتك الفرنسيّة
هل ما زلت تحنّ لشوارع الاسكندرية
أم انّ سحر اللوفر مازال يغريك
لترسم لوحةً تشبه العشاء الأخير
أنا يا صديقي كما فارقتك
بشحوبي المبتسم وافكاري المجنونة
ابحث عن درر مكنونه
خبأها نزار في حرز بلقيس الامين
ونسيها جبران في منفاه الكئيب
وطرزها مكارثا في ثياب مجنونته
ما زلت استمع للخطابات الرنانة
واقرأ في الصحف اليومية
عن الأحلام الوردية
وعن قريتي التي ستشبه بعد سنين
الجادة السابعة في لندن
اي صديقي
مازال في العمر متسّع
لنعود سويّا نتسكع
في شوارع باريس الصاخبة
في صمتنا المعتاد
حداداً على احلامنا العظيمة