مداخلتي في إذاعة نداء الإسلام - برنامج أنفاس الصباح: المبادرة
الكاتب / عبدالله بخاري
في صباح اليوم الأحد الموافق 15/5/1445هـ - 17/11/2024م، سعدت بالمشاركة في برنامج “أنفاس الصباح” الذي يُذاع يوميًا عبر إذاعة نداء الإسلام. موضوع الحلقة كان بعنوان “المبادرة”، وهو موضوع يتزامن مع بداية الفصل الدراسي الجديد بعد الإجازة المطولة للطلاب، حيث يُعد توقيتًا مثاليًا للحديث عن أهمية اتخاذ الخطوة الأولى لتحقيق النجاح.
تعريف المبادرة:
بدأت مداخلتي بالسلام، ثم تناولت تعريف المبادرة، موضحة أنها القدرة على أخذ الخطوة الأولى نحو العمل أو الحل، قبل أن يُطلب منك ذلك أو قبل أن يتحرك الآخرون.
المبادرة ليست مجرد تصرف لحظي، بل هي تعبير عن الإيجابية والاستباقية، وتحتاج إلى عقلية تؤمن بالفرص وتعمل على استغلالها فور ظهورها.
كيف تكون المبادرة؟
أوضحت خلال حديثي أن المبادرة تحتاج إلى عدة عوامل، أهمها:
1. رؤية واضحة: أن تعرف أهدافك وماذا تريد تحقيقه.
2. الثقة بالنفس: أن تؤمن بقدرتك على النجاح والتميّز.
3. التحرك بسرعة: أن تتجنب الانتظار أو التردد عند مواجهة الفرص أو التحديات.
وأشرت إلى أن المبادر هو الإنسان الإيجابي الذي يمتلك الجرأة لتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات، ويعمل على تحويل الفرص إلى نجاحات ملموسة.
المبادرة في بداية الدراسة بعد الإجازة المطولة:
ربطت موضوع الحلقة بالتوقيت الحالي، حيث يعود الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة بعد الإجازة المدرسية المطولة. تحدثت عن أن هذا الوقت يُمثل فرصة ذهبية لبداية جديدة، ودعوت الطلاب إلى:
1. الجد والاجتهاد: استغلال بداية الدراسة لتأسيس عادات إيجابية في المذاكرة وتنظيم الوقت.
2. وضع أهداف واضحة: سواء على المستوى الأكاديمي أو الشخصي، مثل تحسين الأداء الدراسي أو المشاركة في الأنشطة.
3. اغتنام الفرصة: المبادرة في هذه المرحلة تُعطي نتائج مثمرة مع نهاية العام الدراسي.
كما أشرت إلى دور المعلمين وأولياء الأمور في تشجيع الطلاب على اتخاذ المبادرات الأكاديمية والشخصية لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق النجاح.
المبادر هو الإنسان الإيجابي:
اختتمت مداخلتي بالتأكيد على أن المبادر يتميز بعدة صفات، منها:
• الاستباقية: يرى الفرص ويغتنمها دون انتظار.
• الشجاعة: يتخذ خطوات عملية دون خوف من الفشل.
• التأثير الإيجابي: يُلهم من حوله ويحفزهم للعمل بروح الفريق.
كما أوضحت أن الإيجابية وروح المبادرة لا تقتصر على العمل الفردي فقط، بل تمتد إلى العمل الجماعي.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون الانضمام إلى فريق تطوعي مثل فريق الدار التطوعي فرصة لإظهار الإيجابية والمبادرة.
• عندما تكون مبادرًا داخل الفريق، تسهم في تحقيق أهدافه، وتعمل بجد لإنجاح المشاريع التطوعية التي تخدم المجتمع.
• روح المبادرة داخل الفريق تساعد على تعزيز التعاون وروح الفريق، مما ينعكس إيجابيًا على جميع أعضائه.
المبادر هو الشخص الذي يبدأ اليوم ليجني ثمار جهوده غدًا، وهو الذي يدرك أن النجاح يحتاج إلى خطوة أولى، وأن الفرص لا تنتظر المترددين.
أسباب عدم وجود روح المبادرة:
في ختام مداخلتي، تحدثت عن الأسباب التي قد تقتل روح المبادرة، وقلت إن أبرزها:
1. التردد:
• التردد يجعل الإنسان يفقد الفرص التي قد تكون مفتاحًا للنجاح، إذ يتردد كثيرًا في اتخاذ القرار أو المبادرة.
2. الفكر السلبي:
• سيطرة الأفكار السلبية مثل:
• “لن أستطيع القيام بهذا العمل.”
• “معلوماتي قليلة.”
• “قد أزعج الآخرين بمشاركتي.”
• هذا النوع من التفكير يعيق الإنسان عن التحرك ويقلل من ثقته بنفسه.
وأوضحت أن التخلص من هذه الأفكار السلبية هو الخطوة الأولى نحو بناء شخصية مبادرة قادرة على اتخاذ القرارات واغتنام الفرص.
رسالة ختامية:
أنهيت مداخلتي برسالة تحفيزية، أكدت فيها أن المبادرة ليست مجرد صفة شخصية، بل هي أسلوب حياة. كل خطوة صغيرة نحو الأمام تُعتبر نجاحًا بحد ذاتها.
المبادرة هي مفتاح التميز في الدراسة، العمل، والحياة، وهي البداية التي تصنع الفرق دائمًا.
إن هذا المقال بقلم الكاتب والإعلامي عبدالله عبدالهادي بخاري.