الثلاثاء, 10 أكتوبر 2017 00:21 مساءً 0 521 0
في حضرة الصقر الجريح
في حضرة الصقر الجريح

 

بقلم الشاعر / أحمدا لمتوكل بن علي أحمد النعمي

شبكة نادي الصحافة السعودي

 

ذكراك مرت بماضينا وماضيها ...

وسـافرت بـي غـريبا في ليـاليها

 

ما بين حزن وشوق شفني رقصت ...

آمال ناء وقـد أصغى يجـاريها

 

ذكراك تأتي لمشتاق و إن حضرت ...

أطيافها في فؤادي أشـرقت تيها

 

وقـدمـتني إلى أمـسي بـروعـتـه ...

وما اسـتطاع مرور الـوقت يطويها

 

فعدت عـل المنى تحصي دقائـقها ...

كـما أريـد وأسـتـجـلي ثـوانيـها

 

ذكرى وداد وحـب عشـت أحملها ...

بـكـل فـخــر وللآفـاق أرويـهـا

 

لهـا بنـفـسي بهـاء ظـل يرفـعـني ...

على الغمام وإنـي لسـت ناسـيها

 

أيامـنا فـي الصبا الـزاهي بأعـيننا ...

تحـلو بمـا فـي بـراءات نقـضـيها

 

كم صرفتنا صروف والقضا قدر ...

على النفوس وما خابت مساعيها

 

فيـا لـه مـن زمـان كـلما انـدثرت ...

فـيه اللـيالي تعـبنـا فـي تقـصـيها

 

طوبى لمن كنت بين الناس والده ...

ونفسك اليوم طيب الذكر يكـفيها

 

وقـد رفعـت دعـائي مخلصا وجلا ...

لـوالـد نـفـسـه أفـضـت لبـاريـها

 

********

 

يا والدي لا تلـمني إن بكـيت دما ...

والعين تخفي احمرارا في مآقيها

 

ذاب الفـؤاد ذهولا واعـتراه أسى ...

حـزنا عليك وقـام الشـعر يمليها

 

الله أدرى بحـزني كـلـما خـطرت ...

لهـائـم واسـتـطالت فـي تبـديـها

 

فقـد سـريت بشـدوي فـيك أكـتبها ...

لمـن أحـبوك فـي شـوق أقاسـيها

 

أحـبـها فـي جـنـون والـهـوا ألـم ...

يفـتت القـلب واستـعـبرت أبكـيها

 

رعـيتنا في زمـان مـر واتسـمت ...

تـلك السـنـين بـشـيء شـدنا فـيها

 

وراحت الذكريات الزهر تغرقني ...

وما استطعت بحزن القلب أحصيها

 

جــد ولـهــو وأحــلام مـغــردة ...

بقـلـبك الصـب كـم عـشـنا نغـنيها

 

كم ليلة بت في جـنبيك تحضنني ...

ومـا تبـعـت نفـوسـا فـي تـأبيـها

 

وإن بليت بحمى نفسك احترقت ...

والعين تبـكـي وإن حاولت تخفيها

 

وإن تقدمت في صفي فرحت وأكـ ...

ـثرت المدائح في وجهي وتهديها

 

وإن  بلـيت بأخـطـاء نصحـت فلـم ...

أنس الكلام المواسي في تخطيها

 

********

 

يا والدي أنت أنت الصقر ما بعدت ...

عنك السماء لتعلو في مراقيها

 

في قـرية أنت من أحـيـا مرابعـها ...

بـســيرة أنت مـن أعـلى مـبـانيها

 

مضت لتبـقى وكانت في تمـيزها ...

مطـبـوعة فـي مغـانيها وواديها

 

نحـيـا السـرور إذ الأيـام ناضـرة ...

ولـهــونـا كـان للأيـام حـاديـهـا

 

وقـد نـعــمــنـا بـأيـام تظـلـلـنـا ...

ظـلالـها واحـتـفـلـنا فـي أمـاسـيها

 

حتى عـبرنا جسورا أرهقتك وكم ...

ظـللت عـنا مدى الـدنيا تـواريها

 

حتى بلغـنا إلى العـلياء ما فـترت ...

نفـوسـنا واسـترحـنا في أعـاليها

 

ورفرف السـعد في أبياتنا خضلا ...

بكـل لـون مـن الألـوان نـحـييـها

 

كـنت القـريب من الأبنـاء تغـمرنا ...

أمنا فلم نخـش في الـدنيا دياجيها

 

ومـا بخـلت بحـب أو عبـست بنـا ...

إذا طـلـبنـا مـع الأعـبـاء تـرفـيـها

 

فـإن تبـارى كـرام فـي مـنـاقـبـهم ...

فطـيب نفـسك يـزهـو في تجلـيها

 

تـواضـع حـبب الآلاف فـي رجـل ...

وطـيبة كـل مـن يلـقـاه يـغـلـيـها

 

********

 

أحلامك اليوم في الأبناء قد سطعت ...

شمسا ومن  ذا بإنكار يغطيها؟

 

لو كنت فينا لما استغربت رفعتها ...

يوما فما جـاء يوما من يضاهيها

 

ولابتسـمت رضـيا واندفـعت إلى ...

حروف شـعرك في فخـر تنـاغيها

 

يا أيهـا الصقر أبكـاني رحيـلك في ...

يوم ونفـسي بفـقـد من يواسيها؟

 

يا هاتفا من روابي الدار يهتف بي ...

مـاذا أصاب ديـاري بعـد راعيـها؟

 

وكيف حال بني اليوم هل سلكوا الـ ...

ـدنيـا بشيء من الأخلاق يبقيها؟

 

فقلت صبرا أبي فالحـال مخـتلف ...

وما وجدت له في الوصف تشبيها

 

فمن يضاهيك في التصريف إن ظهرت..

بعض الصروف ومن يغتال عاتيها؟

 

فقال قـل لي جـديدا إن بي شغـفا ...

إلـى اجـتـلاء أمـور أنت تـخـفـيـها

 

فقلت دعها وما قد فات يرجعنا ...

إلى طريق بذكـرى الأمس نمشيها

 

إن البنـين وإن تاهوا سيجمـعهم ...

فيك الوفـاق وإن طاشت مراميها

 

يـا دار أعـرفـهـا أنـســا مـنـازلـهـا ...

بـين الأناسي لـم تحـفـل بعـاديـها

 

********

 

دعني أضمك أروي النفس أشعرها ...

بـأنـني فـيـك أسـتـبـقي أمـانيـها

 

إن كان حلما فيا بشـراي خضت به ...

ذات الحـزام قـريـرا في فيـافـيها

 

واسمع حـروفا إليك اليوم أبعثها ...

بـكـل معـنى جمـيـل مـن معـانيها

 

فمـا رزئت هـنا يومـا بأعـظم مـن ...

رحيـلك الأمس في بلـوى ألاقـيها

 

يا والـدي إن مـا أولـيـتـنـا وقـرت ...

آثـارهـا فـادكـرنـاهـا ومـا فـيـهـا

 

أهـلا بذكـراك أغشاها فيـا فرحي ...

وقـد سـعـدت بسـاعات لأقـضيها

 

كأنني عـندما ألقـاك أغـطـس في ...

أيام سـعدي وعنـد الصحـو أرثيها

 

ما أظهر الناس يوم الفضل مكرمة ...

إلا برزت عظـيما فـي نـواحـيـها

 

ولا عـرفـتـك إن دبـجـت قـافـية ...

تلـقي كـلاما على الأسـماع تمـويها

 

إني شكوت رحيلا فت في عضدي ...

وعـذب النفس دهـرا في تلظيها

 

وقد تجملت في صبر و عدت إلى ...

ربي وجاهدت نفسي في معاصيها

 

فـبـارك اللـهـم فـي أمـي فـإن لـهـا ...

بـين الـبـنـين حـقـوقـا لـن نـؤديـهـا

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

وسيلة الحلبي
عضو سابق في الصحيفة
عضوة سابقة في تحرير الصحيفة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة