مرفت محمود طيب تكتب (اختار ولا تحتار)
شبكة نادي الصحافة السعودي
قال تعالى : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو سيد الخلق كان رحيماً حليماً متواضعاً خلقه القرآن ومع كل تلك المكارم الخلقية والصفات الرائعة وبكل ذلك الكمال وجهت له تلك الآية، فكيف ببني البشر ونحن لا نمثل شيء يذكر أمام خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، فجلياً بنا أن نضع هذه الآية نصب أعيننا ولنتعامل مع الآخرين وفق توجيهاتها الكريمة .
فإذا دخلت على أهل بيتك فسلم وابتسم ولا تدخل عابساً مكفهر الوجه غاضباً تنتظر كلمة حتى تنفجر في الجميع كأنك قنبلة موقوتة .
وإن أردت أن توجه أحد أبناءك فليكن برفق وهدوء ومحبة ، أنصحه بلين، أجعله يرضى ، ولاتجعله يقبلها بالقوة أو باستخدام الضرب والشتم و الألفاظ القاسية كأنك جلاد ينفذ الحكم في الجاني .
وإن وجدت تقصيراً من زوجتك فلا تبدأ بالتوبيخ والصراخ ، فهي لن تسمع أو تستمع إليك طالما هذا أسلوبك في العتاب ، كن رفيقاً رقيقاً تكسب ودها وقلبها، وتبادر لإصلاح ما قصرت فيه بكل مودة وطيب خاطر دون كسر للخواطر .
وأنت أيتها الأم ، إن وجدت قصوراً من أحد أفراد الأسرة فلا تتصرفين بحماقة وتندبين حظك وتسخطين على من حولك ، تروي قليلاً ، وحاولي إصلاح مايمكن إصلاحه قدر الإمكان بنفس طيبة وقلب راض فتكسبي تعاطفهم وعدم نفورهم منك ، فأنت القلب الكبير ولست الهم الكبير ، فالبيت الذي فيه رفق فيه حب وهدوء ، وراحة نفسية ينشأ أبناءه نشأة صحية حيث يرون والديهم على وفاق واتفاق ووئام وانسجام فإن أردنا أن نأمر بالمعروف فليكن بالمعروف وإن أردنا أن ننهي عن المنكر فليكن بدون منكر .
فلا تكن غليظ القلب قاسي اللفظ فتصبح شخص ينفر الناس منه ، ولا يحتملون مجالسته ، فأنت تشعرهم بأنك أعلى منهم فلا تأخذ برأيهم ، ولا تسلم عليهم ولا تحادثهم إلا بجفاء ، وتظنهم على خطأ وأنت على صواب، وأنهم في حاجتك وأنت لست في حاجتهم ، قد تكون فعلاً متميز وناجح في عملك ولكنك حتماً فاشل في علاقاتك الإنسانية ، فأنت لا تضع للمشاعر اعتباراً وتعتبرها ضعفاً وهذا ليس بصحيح فالقوي من لان وقت الشدة حتى لا يقطع روابط المودة، فلا تكن حبال مودتك خيوط واهية تقطعها بعجرفة متناهية ، وليكن شعارنا : ( نبينا حليماً رحيماً متواضعاً ونحن أمة نقتدي بنبينا ) ، قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .
* فلك أن تختار بين الشدة والغلظة أم اليسر والسهولة وحتماً لن تحتار *