نِعْمَةُ الوطَنِ .. والوطَنُ النِّعمةُ!!
مقدّمة :
نِعَمُ اللهِ تعالى على عباده كثيرةٌ [وإن تعدّوا نعمة الله لا تُحْصُوها] .. ومن أجلّ النعمِ وأعظمِها : الإيمان ، والأمان ، والعيش الرغيد في وطنٍ يسودُه العدْلُ ، والرّخاءُ ، والحياة الهانئة السعيدة !!
وقد أكرمَنا اللهُ تعالى - دون سائر الأممِ والشعوبِ - بهذه النّعم مجتمعةً ، متمثّلةً في (المملكة العربية السعودية) .. التي تأسّسَتْ على الإيمان ، فأسبغ الله عليها نعمةَ الأمن والأمان ، والعيش الرغيد !!
وطنٌ مثل هذا لا يستحقّ أن نحبّه فحسب ؛ بل أن نفديَه بأرواحنا ، ودمائنا ، وأموالنا ، وأهلينا ، وجميع ما نملك.
فبماذا نعبّرُ عن حبّنا لهذا الوطن الفريد على هذا الكوكب ؟!
وكيفَ نشكُر الله – سبحانه وتعالى – الذي وهبنا هذا الوطن (النّعمة) ؟!
هل نعبّر عن حبّنا بالأناشيد ، والأهازيج ، والأغاني ، والمهرجانات .. ثم نتوقّفُ عند هذا الحدّ ، ونرجعُ إلى بيوتنا وأعمالِنا .. ونعودُ كما كنّا مهمِلين لأسباب عزّته ، وقوّته ، ورِفْعتِه بين الأمم ؟!
التعبيرُ عن حبّ الوطن لا يكون إلا بالعمل المجدي المثمر ، والجَهْد المنتِج !
حُبّ الوطنِ يُترْجَمُ بالأفعالِ لا بالأقوال !
إنّ خيرَ ما نعبّر به عن هذا الحبّ : الإخلاص في العمل ، والأمانة .. فنحرصُ على أداء أعمالِنا ووظائفنا باعتبارها خدمةً لوطننا قبل أن تكون خدمةً لذواتِنا .
المعلّم في مدرسته ، والموظّفُ في عمله ، والمسئول في دائرته ... الخ ؛ لا بد أن يستقرّ في أعماق نفوسهم أن ما يقومون به إنما هو (تكليفٌ) من الوطنِ ، وليس (تشريفًا) .. فيحرصون أشدّ الحرص ويتفانون في أداء واجباتِهم على الوجه الأمثلِ ؛ حُبًّا للوطنِ ، وإخلاصًا له !
وما نفْعُ ذلك الذي يشدو ويلهجُ بحبِّ الوطن ، وهو مهمِلٌ أو متكاسِلٌ في عمله ، أو إدارته ؟!
حُبّ الوطنِ يعني : أنْ نبذل قصارى جهودنا ، ونفني أعمارَنا وأوقاتَنا في إنجاز ما من شأنه أن يجعل الوطن في مقدّمةِ الأوطانِ : قوّةً ، وحضارةً ، وازدهارًا ، ورُقيًّا .
أمّا شُكْر الله – سبحانه وتعالى – على هذا (الوطن النعمة) ؛ فلا يكونُ هذا الشّكر إلا بمرضاته . [لئن شكرتم لأزيدنّكم] .
فنستحضرُ النّية الصالحةَ ونستصحبها في كل أعمالنا ووظائفنا : على أنّ ما نقومُ به ما هو إلا (عبادةٌ) لله ، وقُربةٌ إليه !
فما أحسَنَ أن نعمَلَ فنُؤجَر ونُثابُ ... في وطنٍ يستحقُّ أنْ نعبدُ الله بخدمتهِ !!
فلله الحمد ، والشكر ، كما ينبغي لجلال وجهه ، وعظيم سلطانه ، على هذا (الوطن النعمة) !!
وبالشكر تدوم النِّعم !
د/ ثابت محمد صغير...جامعة أم القرى