خالد اليوسف لا عزاء للحروف
الكاتبة / فايزة سعيد
من يقتسم معك
رغيف الوجع غيرك أنت
تحمل جرح رحيل محمد
وحدك أنت
جرحك أعمق من أرض
وابعد من سماء خالد
تقطع اغصان الفرح
تحرقها بوجع ذلك الذي
ترجل فجاة وترك فراغا كبيرا
فراغا في الوقت وفراغا في الأيام
فراغا في العمر وفراغا في الزمن
هكذ نحن بني الانسان
في حالة الفقد
تمشي ظلالنا الجريحة
تحت ضوء القمر الحزين
غريبين في الليل الغريب
الطويل الحزين
لا شيء معنا سوى الاحزان
والخوف والقلق من مجهول
لا نعرفه
وجوهنا ظلال شاحبة هاربة
إلى اللاشيء
ارواحنا غربة تجول في فضاء
من السراب دون نهاية
قلوبنا حقائب سفر إلى مكان بعيد
الوقت لاينتظر والموت لا ينتظر خالد أحد
واجراس الرحيل تقرع في أيامنا دون توقف
رحل محمد ورحل معه فرح
صغير كانت الأيام قد خبّأته لك
في حنايا الاقدار في زمن مضى ولن يعود
كل شيء أنطفىء فجأة
مازال الجرح مفتوحا على اخره
كل شيء يوحي بالحزن والفقد
ترتعش المفردات
تحت ثلج الدموع
تموت الحروف على وقع صدمة الموت
الموت ذلك اللص الخفي
الذي لا نعلم من اي باب يدخل
ولا من اي نافذة يتسلل
ولا من اي سقف يسقط
ولا من اي جدار يتسلق
يدخل دون أن نأذن له بالدخول
عنوة ورغما عنا
يسرق أحبانا ثم يعدو هاربا
يعدو ويعدو ويعدو دون أن نستطع
اللحاق به أو حتى الامساك به
ويتركنا في حالة من الذهول والالم
لا نقوى على شيء سوى البكاء والدموع
التي تتجمد هي الاخرى في ماقينا
كانما سقطنا في هاوية لا قرار لها
فمن نحن بدون من نحب بدون أهلنا
وأحبانا سوى كوم من رماد تذره رياح
الاقدار حيث تشاء
أيها الراوي الواقف على جبل من حزن
تموت الحكاية ويبقى العنوان شاهدا
على تفاصيل حكاية لم تكتمل فصولها
بعد ويبقى الفصل الأخير هو لغز الحكاية