معلم سعودي مبتعث من الوزارة للمعايشة في المدارس الفنلندية يكتب مقالا بعنوان : (صراع الدرجات وبناء الشخصية)

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
شبكة نادي الصحافة — بقلم :إسماعيل محمد الغانمي............................................................................. يعتقد البعض منذ زمن أن تلقين الطالب المعلومة و حفظها هي الشيء الأساسي التي تدل على علو أو تدني مستوى الطالب، وبقينا على هذا الحال سنوات نكافح من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الدرجات ونتوارثها جيل بعد جيل وذلك لأن الدرجة هي المحك الأساسي للقبول في الجامعة متجاهلين شخصية هذا الطالب الذي سيكون يوماً ما أباً معلماً أو مهندساً أو طبيباً أو غير ذلك... زاملنا بعض الطلاب أصحاب النتائج العالية بل ممن كانوا ضمن الثلاثة الأوائل على مدى الثلاث مراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوية ونتفاجأ في الجامعة أن البعض لم يستطع الإستمرار بسبب عدم القدرة على التكيف مع المرحلة الجامعية التي تتطلب استنتاج ومناقشة وبحوث لأن الطالب لم تكن لديه القدرة على ذلك! أذكر وأنا طالب في المرحلة الثانويه عندما يأتي مدير المدرسة ( قائد المدرسة) أوالمشرف التربوي لزيارة أحد المعلمين في الفصل لا نستطيع المشاركة إلا على استحياء! واستمرت الحياة ولا زالت الأسئلة تراودني ، لماذا لم يكمل صديقي الجامعة لماذا ترك زميلي الأخر مهنته بعد أن استمر فيها لثلاث سنوات فقط! أسئلة كنت أتمنى أن أجد لها إجابات! وبعد ابتعاثي من قبل الوزارة للمعايشة في المدارس الفنلندية لبرنامج التطوير النوعي خبرات، والملاحظة عن قرب سير العملية التعليمية هناك كانت المفاجأة! المدرسة مجهزة بأجهزة تقنيات التعليم الحديثة، و لا يمكن أن يسيراليوم الدراسي من غير منح الثقة للمعلم والأمان للطالب! ليس هناك مشرف تربوي يقيّم المعلم فأقل مؤهلاتهم هي الماجستير! يُعتبر المعلم ذو مكانة عالية في المجتمع الفنلندي، وهذا ما لاحظته عندما يسألني البعض عن عملي وأجيبهم بأني معلم فتسمع عبارات الدهشة والثناء! لاحظت أثناء وجودي داخل بعض الفصول في مراحل التعليم المختلفة في المدارس الفنلندية أن الطالب يشعر بأمان مُطلق، بل كأننا لسنا داخل الفصل! حريّة في التعبير، حريّة في المناقشة، بل إن المعلم هناك يتعامل معه بألطف العبارات وكأنه زميل وليس طالب! يجيب الطالب دون قلق أو خوف وبإحترام وبصدق ، اهتمامهم الأول أن يصبح هذا الطالب فعّال في مجتمعه، ذو ثقة قوية في نفسه، قادرا على الحوار والإستنتاج، تتوفر له داخل المدرسة جميع وسائل الترفيه و صقل المواهب والمهارات، ومكتبات متفرقة مليئة بالكتب في وسط المبنى مع توفير أماكن مريحة للقراءة. وكذلك عند كل درس يطلب المعلم من الطلاب تطبيق ما تعلموه ليتأكد أن كل طالب وصلت له المعلومة بالشكل السليم. أيضا مما لاحظته أن الأكل مجاني و صحي للطالب مع تدريبه على النظام، فيقف الطالب والمعلم في صف واحد للحصول على الوجبة ويتناولونها في محيط واحد. في المدرسة يتم تدريب الطالب وإفهامه بأن الممتلكات العامة هي بمثابة الممتلكات الخاصة! فتلاحظ بريق الفصل و نظافة طاولات الطلاب والمدرسة بشكل عام مما انعكس على نظافة الشوارع والمحافظة على الحدائق ومرافقها، لم أسمع خصام بين الطلاب أو أرى شجارا داخل أو خارج المدرسة خلال فترة وجودي التي وصلت الأن للأربعة أشهر. وهذا ما انعكس على المجتمع الفنلندي في المثالية والصدق في التعامل و في الإلتزام بالقوانين وفي احترام الغير، فبدؤا بالطالب وانتهى المطاف بالمجتمع. وأخيراً همسة في إذنك زميلي المعلم، ليكن هدفك هو بناء شخصية هذا الطالب أولاً وهمسة في إذنك أخي ولي أمر الطالب، تعاون مع المعلم يداً بيد من أجل ابنك، وهمسه في إذنك أخي المشرف التربوي وقائد المدرسة امنح الثقة للمعلم وستتفاجأ بالنتائج.


ابراهيم عبده ابراهيم عبده
عضو سابق في الصحيفة

محرر سابق بالصحيفة

1  1113 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة