في مساء يوم الاثنين، الثامن من شهر صفر لعام 1446 هـ، الموافق الثاني عشر من أغسطس 2024 م، وبينما كنت في طريقي لأداء صلاة الظهر في أحد مساجد الهدا، المصيف الرائع في مدينة الطائف الذي يُعد المصيف الأول في المملكة العربية السعودية، حصل لي لقاء لم يكن في الحسبان.
الهدا، بموقعه الفريد وجوه العليل، هو وجهة يتوافد عليها الزوار من مختلف أنحاء المملكة للتمتع بجمال الطبيعة وصفاء الجو. وبينما كنت أسير نحو المسجد، لم أكن أدرك أن هذا اليوم سيحمل في طياته مفاجأة طيبة. بعد انتهائي من أداء الصلاة، وفي أجواء روحانية تبعث على السكينة والطمأنينة، صادفت الداعية السعودي الشيخ سلمان الحجيلان، حفظه الله تعالى.
هذا اللقاء، الذي جاء من غير سابق إعداد أو تنسيق، كان بحق لحظة استثنائية. بدأ الحديث بيننا عندما عرف الشيخ سلمان أنني أعمل كصحفي وكاتب إعلامي، متعاون مع صحيفة شبكة الصحافة الإلكترونية. دار بيننا حديث عميق عن الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في نشر الوعي وتوجيه المجتمع نحو الحق والخير.
وفي لحظة من تلك اللحظات المفعمة بالحكمة، سألته عن نصيحة يقدمها لي في مسيرتي الإعلامية. بابتسامة هادئة وكلمات تفيض بالحكمة، نصحني الشيخ سلمان بالتحلي بالصدق والأمانة في كل ما أكتبه. وأكد على ضرورة أن يكون الإعلامي صوتًا نزيهًا ينقل الحقائق بموضوعية وتجرد، بعيدًا عن التحيز والمصالح الشخصية. كما شدد على أهمية التعاون مع المنصات الإعلامية التي تلتزم بالقيم الأخلاقية والمهنية، مثل صحيفة شبكة الصحافة الإلكترونية، التي تلعب دورًا محوريًا في إيصال الحقيقة إلى الناس.
كان هذا اللقاء غير المتوقع بمثابة فرصة للتأمل وإعادة النظر في الدور الكبير الذي تلعبه الكلمة الصادقة في بناء المجتمعات. إنها لحظات كهذه التي تذكرنا بأهمية ما نقوم به، وبأن الصدف أحيانًا تحمل في طياتها أعظم الدروس والإلهام. حقًا، رب صدفة خير من ألف ميعاد.
الكاتب والإعلامي/ عبدالله عبد الهادي
.jpg)
.jpg)
