اخرج من قوقعتك

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

اخرج من قوقعتك


في قرارة نفسك أنت تعلم الغاية التي خلقت من اجلها، فإن أردت أن تجني ثمارا جيدة فعليك أن تفكر كشجرة وليس كثمرة. 
فكر كالشخص الذي تريد أن تكونه، فكثير من الناس لا يدفعون أنفسهم نحو الخروج من تلك المنطقة "منطقة الراحة". حيث يصبحون راضين بالمعرفة التي لديهم والمهارات التي اكتسبوها، وهذا  الأمر قد يبدو شيئًا جيدًا، ولكن بدون التحدي  استحالة أن يتطور الإنسان، بمعنى أن البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك هذا يجعلك تُفوت فرص وتجارب جديدة، من المهم أن تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك بين الحين والآخر من أجل التعلم والنمو كشخص.
فكثيرا ما نسمع عن مصطلح "منطقة الراحة" ، ولكن ماذا يعني ذلك في الواقع؟  ببساطة ، منطقة الراحة الخاصة بك هي المنطقة التي تشعر فيها بالراحة والأمان، إنه المكان الذي تشعر أنه يمكنك فيه التعامل مع الموقف وحيث تكون قادر على معرفة ما يمكن توقعه، فهو المكان الذي تشعر فيه بالتحكم.
و بالنسبة لبعض الناس، قد تكون منطقة الراحة الخاصة بهم هي منازلهم أو حديقتهم المحلية أو المقهى المفضل لديهم. وبالنسبة للبعض الآخر، قد يكون مكان عملهم أو دائرتهم الإجتماعية، فالأمر مختلف بالنسبة للجميع.
و غالبًا ما يُنظر إلى منطقة الراحة على أنها مكان إيجابي، وفعلا ممكن أن يكون كذلك، لأنه مكان نشعر فيه بالأمان والسعادة. ومع ذلك ، يمكن أن يكون أيضًا مكانًا نتعثر فيه.
لكن من المهم معرفته أنه إذا فعلنا الأشياء التي تجعلنا نشعر بالراحة فقط، فيمكننا أن نفقد الكثير من الفرص في الحياة، يمكننا أن نفقد خبرات جديدة وأشخاص جدد وأماكن جديدة، يمكن أن نشعر بالملل والقلق.
و في بعض الأحيان ، نحتاج إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا من أجل النمو وتجربة أشياء جديدة.  قد يكون الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك أمرًا صعبًا وقد يكون مخيفًا، ولكنه قد يكون أيضًا مثيرًا ومفيدًا.
فهناك طريقة واحدة للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وهي كتجربة أشياء جديدة، وقد يكون بشيء صغير، مثل تجربة طعام جديد أو اتخاذ طريق مختلف أثناء وصولك للعمل، أو ممكن أن يكون شيء أكبر، مثل بدء هواية جديدة أو السفر إلى بلد جديد.
 كما أنه هناك طريقة أخرى للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وهي مقابلة أشخاص جدد، و هذا قد يكون عن طريق حضور حدث أو الانضمام إلى نادي أو مجموعة،  و قد يكون أيضًا شيئًا بسيطًا مثل بدء محادثة مع شخص لا تعرفه.
فإذا كنت تشعر بأنك عالق، فربما حان الوقت للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، تحدى نفسك لكي تجرب شيء جديد أو تقابل شخص جديد، قد يكون الأمر مخيفًا في البداية، لكنه قد يكون الشيء الذي تحتاجه لكي تضيف بعض الإثارة في حياتك.
فكيف يمكنني الخروج من هذه المنطقة؟
  بعض الأشخاص يشعرون بالراحة في المواقف الاجتماعية، بينما يشعر الآخرون براحة أكبر في الأماكن الهادئة والخاصة.
كما أن هناك بعض من الناس يرتاحون للتغيير، بينما يُفضل البعض الآخر الاستقرار، و يشعر بعض الناس بالراحة مع عدم اليقين، بينما يُفضل البعض الآخر اليقين، فمنطقة الراحة تختلف بالنسبة للجميع.
 هناك العديد من الفوائد للبقاء في منطقة الراحة ، بما في ذلك الشعور بالأمان والاسترخاء. ومع ذلك، يمكن أن يكون هناك أيضًا عيوب، مثل الشعور بالملل أو ضياع كثير من الفُرص. ففي بعض الأحيان، يحتاج الناس إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم من أجل النمو والتطور. قد يكون هذا مخيفًا ، لكنه قد يكون أيضا مثيرا.
فعليك فعل بعض الأشياء التي تمكنك من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.  أولاً، حاول تحديد منطقة الراحة الخاصة بك، فماهي الظروف أو المواقف التي تجعلك تشعر بالأمان والألفة؟  بمجرد أن تعرف ما هي منطقة الراحة الخاصة بك، يمكنك البدء في تجربة الخروج منها.
 فعلى سبيل المثال، إذا كنت غير مرتاح للتجمعات الاجتماعية، فحاول حضور تجمع صغير من الأصدقاء أو العائلة، وإذا كنت غير مرتاح للتغيير، فحاول إجراء تغيير بسيط في روتينك.
 حاول أن تدفع نفسك قليلاً في كل مرة، ففي كل مرة تشعر فيها أنك أكثر ارتياحا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، يمكنك البدء في دفع نفسك أكثر قليلاً. حاول حضور حدث اجتماعي أكبر، أو تقوم بعمل تغيير أكثر أهمية في روتينك اليومي، أو أن تخطط لحدث به تحدي كبير.
وحاول أن تكون صبوراً وتعلم أنه يستغرق الأمر وقتا للارتياح والتأقلم مع الأشياء الجديدة، ولا تتوقع أن تكون مثاليا، ولا تقسو على نفسك إذا أخطأت، عليك فقط أن تستمر في المحاولة، وفي النهاية ستشعر براحة أكبر مع ما هو غير مألوف.
 فقد يكون الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك أمرًا صعب، ولكن قد يكون مفيدا، فهي طريقة رائعة لكي تتعلم أشياء جديدة وتتعرف على أشخاص جدد وتتحدى نفسك.  لذلك لا تخف من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وتجربة شيء جديد.
و بغض النظر عن عمرك، لم يفت الأوان أبدا لتجربة شيء جديد. في الواقع، عندما نخرج من مناطق راحتنا غالبا ما نكتشف المزيد عن انفسنا،  لذلك لا تخف من المجازفة، لأنك لا تعرف أبدا ما قد تكتشفه .

الكاتب / طارق محمود نواب

اعلامي بشبكة نادي الصحافة


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  490 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة