غربة مسافر..

غربة مسافر..

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

غربة مسافر..

تمر الدقائق والساعات على المغترب كأنها أيام وليالي وتنهش في أوصاله المتهالكة وتنتقتص الغربة من أمنياته وطموحاته وتحد من ذكرياته أيضا ولكن يبقى الوطن والأهل والمجتمع الذي عاش فيه عالقا في مخيلته والحنين إلي الوطن هو الهاجس الأكثر رغبة في نفسية المغترب ويتراءى له كل شيء عن الوطن في شريط الذكريات التي يقلب صفحاتها وتأبى أن تغيب عن ناظريه صورة أشخاص غابوا عنه في زحمة الحياة وزخمها وهذا أكثر شيء يؤلم وكله أمل بأن يري ولو طيف خيالهم كسحابة صيف وتبقى الأماني عالقة بين محراب الصلاة وبين اتباعه وهم تحقيق أمنياته ورغبته بالعودة إلى الديار بعد غربة العلاج وألم الوحدة في ديار لا أنيس ولا ونيس فيها ماعدا صاحبه الذى يرافقه كظله ويتذكر أناس كانت له عندهم حظوة وتناسوا وجوده خارج الوطن ولكن لا يهم ذلك فهؤلاء شرذمة لا تهش ولا تنش وكأنها لم توجد أصلا في حياته ومزق صفحة ذكرياته معهم لعدم جدواها لأنها لمصلحة كانت وانتهت وهذه هي الحياة كر وفر أصحاب يتجمعون لمصلحة وأصحاب يتجمعون لمحبة فأما اصحاب المصلحة فتفرقهم نهاية المصلحة والتعالي والتغلي في المعرفة واصحاب المحبة هم من يسأل ويتصل ويحاول بشتي الطرق معرفة آخر المستجدات في العلاج فشكرا لهؤلاء الاصحاب وألف شكر وتحية من القلب لهم .

من على السرير الابيض قبل العملية بيوم..

بقلم / مبارك محمد القحطاني

لندن 5/11/2019

مستشفي برمنتون