شبكه نادي الصحافه السعودي ابراهيم جابر هادي مدخلي
هذي الوُرُودُ عُيُونُ العِشْقِ والشَّجَنِ
ورَقْصَةُ الشّوقِ بينَ الرُّوحِ والبَدَنِ
الوَرْدُ آثارُ أَقْدَامِ النُّجُومِ عَلَى _
الدُّنيا وأَنْفَاسُ فَجْرٍ خَارِجَ الزَّمَنِ
(الطَّائِفُ ) العطرُ ،فِرْدَوسُ الجمالِ وفي
ورُوْدِهِ الصَّمْتُ والإطْرَاقُ يَسْكُبُنِي
حَتَّى. تَفَجَّرْتُ شِعْرَاً واتّكَأتُ على
عَبِيْرِ أُنْشُوْدَةٍ كانتْ تُرَافِقُنِي
فَقُلْتُ يا طَائِفَ الأَحْبَابِ مَعْذِرَةً
خَلَعْتُ صَمْتِي وهَذا السِّحْرُ أَنْطَقَنِي
تُصَافِحُ الوَرْدَ روحي لا لِتَقْطِفَهُ
لَكِنْ بِكَفّيْهِ لِلْعُشَّاقِ تَقْطِفُنِي
تِلْكَ الحُقُولُ كَسُجَّادٍ تُطَرِّزُهُ
يُدُ الوُرُوْدِ بِأَلْوَانٍ فَتَأْسِرُنِي
ما بينَ قَانٍ وَوَرْدٍ فَاتِحٍ سَجَدَتْ
بِيَ المَشَاعِرُ واجْتَاحَ الشَّذَى مُدُنِي
بَيْنَ الذبولِ ومَا بَيْنَ الحُقُوْلِ أَنَا
كَأنَّ عَيْنَيَّ مِنْ عَيْنَيَّ تَسْرِقُنِي
هُنَاكَ كانَتْ تَراتِيْلُ الرُّؤى طُرُقَاً
مِنَ الحَنِيْنِ إلى التِّهْيَامِ تَعْبُرُنِي
مَرَافِئُ الغَيْمِ كانَتْ نِصْفَ أُغْنِيَةٍ
قامَتْ مَعي خَلْفَ إِحْسَاسي تُؤَلِّفُنِي
وابْتَلَّتِ الرِّيحُ مِنْ صَوتي الذي سَكَبَتْ
لَهُ الروابي أَرِيجَ الفَنِّ والفِتَنِ
وفِتْنَةُ الحُسْنِ أَقْوى ما يُواجِهُهُ
قَلْبٌ تَصَوَّفَ في سِرٍّ وفي عَلَنِ
صَلَاتُهُ في انعِكَاساتِ الجَمَالِ وفي
تِلاوَةِ النَّاي لِلْأَرْواحِ لا الأُذُنِ
يا وَرْدُ لي فِيكَ أَوْطَانٌ مُقَدَّسَةٌ
ما عِشْتُ أَنْظُمُها شِعْرَاً وَتَنْثُرُنِي
إِنَّ التَّأَمُّلَ لِلْإيمانِ نافِذَةٌ
مِنْهَا الفَرَاشاتُ نَحْوَ اللّهِ تَأْخُذُنِي
خَرَجْتُ مِنْ دَاخِلِي أَرْنُو بِلا مُقَلٍ
والوَرْدُ في نَبْضِ مِرْآتي يُلَوِّنُنِي
وبِي تَسَلّقْتُ أسواري على ثِقَةٍ
أَنْ يُوْقِظَ الوَرْدُ أَحْلامي فَتُبْصِرُنِي
وَقَفْتُ مابين شُبَّاكَيْنِ مِنْ عَبَقٍ
وللُحُقولِ أَحادِيْثٌ تُشَاهِدُنِي
فالغَرْسُ والسَّقْيُ فِي دِيْسَمْبَرَ اجتمَعا
كما يَنَايرُ في التَّقْلِيْمِ لَمْ يَخُنِ
وبَعْدَ مَارِسَ مَدَّ القاطِفُونَ يَدَاً
والبَرْدُ أُخْرَى وعَرْفُ الوَرْدِ يُدْفِئُنِي
تَقَوْلُ لِي وَرْدَةٌ أَبْكِي لِمَقْطَفِهَا :
في مَوْضِعي وَرْدَةٌ أَحْلَى. سَتَخْلُفُنِي
في كُلِّ يَوْمٍ تَرَى تِعْدَادَ ما قَطَفُوا
سَبْعِيْنَ أَلْفَاً ..فما أَحْلاكَ يا وَطَنِي
شَهْرٌ ونِصْفُ ويمضِي القاطِفُونَ وما
زَالَتْ رَوْائِحُ ذاكَ الوَرْدِ تَسْكُنُنِي
الطَّائِفُ الجَنَّةُ الأحْلَى. وإِنْ سَأَلوا
عَنْ جَنّةِ الخُلْدِ قالتْ تِلْكَ تشْبِهُنِي
يا سائِحَاً لَمْ تَزَلْ عَيْنَاكَ ظَامِئَةً
هُنَا سَتُروَى بِهَذا المَنْظَرِ الحَسَنِ
هُنَا سَتَنْسى جِراحَاتٍ مُزِجْتَ بِهَا
يا مُبْكِيَ الأُنْسِ بَلْ يا مُضْحِكَ الحَزَنِ
نَادَاكَ مِنْ (طائِفِ الوَرْدِ) الجَمَالُ..فَسِرْ
عَلَى سَنَا الماءِ مَمْشُوْقَا بِلا وَهَنِ
كُلُّ البلادِ -إذا ما الطّائِفُ احْتَجَبَتْ-
جُرْحٌ عَمِيقٌ مَدى الأيامِ يُؤْلِمُنِي
إبراهيم جابر هادي مدخلي