بقلم: تركي بن سعد الحربي
قد يتفق كثيرين معي ان بلدنا مقبل على نهضة فريدة ومتميزة، لأننا لو ننظر لما نمتلك من مقومات للنجاح والنهضة لصار توقعنا بالنجاح شبه مؤكد، فنحن في هذا البلد نمتلك مقومات فريدة مثل حيوية الشعب فهذا الشعب يتميز بأكبر نسبة شباب مقارنة بعدد السكان وهذا ما جعل هذا الشعب يستحوذ على اكبر محتوى عربي بالإنترنت وحضور قوي بالإعلام العالمي وتطغى على هذا الشعب روح الأغلبية الشابة وهذه الميزة تحديداً لن تجدها عند اكثر الدول المتقدمة والنامية ايضاً.
بلدنا يتميز بموقع جغرافي فريد جداً لن تجد له مثيل في الكرة الارضيّة، يقع في منتصف قارات العالم القديمة وينتصف بين خليجاً بالشرق وهو سوق تجاري واقتصادي للنمور الآسيوية المصنعة وكذلك اكبر سوق للنفط بالعالم وبين بحراً بالغرب بطول الساحل كاملاً، يتميز بشواطئ بكر لم يتم استثمارها حتى الان! ومع رؤية الامير محمد بن سلمان القادمة التي لم تغفل هذا الساحل الذي سيستحوذ على الجزء الأكبر من الاقتصاد والتجارة العالمية مثلاً: لو تم بناء موانئ تجارية وشواطئ سياحية وميناء لتصدير النفط ومدن اقتصادية ساحلية ومطارات دولية ستنتعش المنطقة واتوقع ان يكون هذا الساحل الوجهة العالمية لرؤوس الأموال والعقول. ونحن نعرف تميز موقع الساحل الجغرافي لان ناقلات النفط وسفن التجارة والشحن والسياحة تمر من بوابة قناة السويس قادمة من أوربا وأمريكا وبدل أن تدور على محيط الجزيرة العربية كامل وتصل الى ميناء دبي أو الدمام أو الكويت تكتفي بعشرات الكيلوات وتحط رحالها على موانئ الساحل الغربي المتصلة بالخليج العربي بسكك حديدية وأنابيب ممتدة بعرض الجزيرة العربية، هذا وغير ما يتمتع به الساحل الغربي من اجواء متميزة وشواطئ ذهبية تجمع بين الجبال والرمال والحياة الفطرية والسياحة الشاطئية.
يتميز وطننا بالمواقع الاثرية والاثار للحضارات القديمة التي حرمتها علينا الصحوة في وقتاً مضى ولم ندرسها ونظهرها للعالم بسبب هذا التحريم! فكثير من المهتمين بدراسة الآثار يرجحون ان الجزيرة العربية كانت الموطن الاول للإنسان. وكذلك أغلبنا يعلم أن ارضنا فيها مخزون كبير من النفط والغاز والثروة المعدنية التي ترجح وبشكل كبير ان تكون المملكة من اكبر البلاد الصناعية والتجارية على مستوى العالم مع توفر الاراضي الشاسعة والايدي الوطنية العاملة الشابة والعقول النيرة والقيادة الشجاعة الطامحة للرقي بالبلد إلى مصاف الدول المتقدمة، واجزم اننا سنصل إلى أهداف الرؤيا ونطمح لمزيد من الرقي والنهضة الفريدة والمتميزة والمتفوقة بالعلم وبالثقافة وبالتجارة والصناعة والابتكار وبناء الانسان الذي يستحق هذه النهضة الشاملة.
إلى الشاب في وطني الذي لايزال في مقاعد التعليم العام .. قبل أن تفكر في وظيفة حكومية كانت أو خاصة وقبل أن تفكر بقضاء أكثر من أربع سنوات من عمرك في الجامعة حتى تحصل على الشهادة الجامعية .. فكر في أن يكون لك هدف وتشارك في هذه النهضة بعمل تحبه وتتميز به، لان الدراسة الجامعية هي علمية أكاديمية اكثر من ان تكون مهنية، وسوق العمل في المستقبل لن يبحث ألا عن الكوادر المهنية والإدارية أما الدراسة الجامعية هي دراسة أكاديمية تثري البحث العلمي اكثر من ان تكون مهنية الا في مجالات معينة،
يجب أن يكون التواجد الأكبر للمعاهد المهنية والإدارية التي تعلم الحرف والعلوم المركزة والمطلوبة في سوق العمل وتكون المصانع والشركات هي من تشرف أو تؤسس هذه المعاهد حتى تنتج أيدي وطنية مهنية أو إدارية محترفة، ويصب هذا بالصالح العام.