د. جمعه الخياط
كما هي الايجابيات التي يتغني، فيها أي مجتمع لا يخلوا أي مجتمع في العالم من الفساد، ولا يخلو اي مجتمع من السلبيات وإلا لكنا في مجتمع كنفشيوس المثالي، فإنتبه من التشهير والقدف والإتهام في مؤسسات رسمية تخدم الوطن وتحاول أن
تقوم بواجبها على اكمل وجه لكن الكمال لله سبحانه وتعالى فالخطأ وارد ، والنقص وارد، والإهمال وارد ، كما الايجابيات بكثرة موجودة والسلبيات استثنائية وليست عمومية فلا نركز في السلبيات فقط لتلك المؤسسات ونتجاهل ايجابياتها العديدة عندما نحاول ان. نكتب في اي سلبية نجدها أو خطأ يقع امامنا أو مشكلة صعبة الحل،
علينا ان نهدى لتلك المؤسسات عيوبها وطرق تحويل تلك العيوب لايجابيات دون تشهير بها ..
ورغم ان مجتمعنا أفضل من مجتمعات كثيرة في العالم لا ندع أن مجتمعنا مثالي بالمعنى الشامل ، مجتمعنا لا يختلف عن كل مجتمعات العالم لدينا الصالح والطالح لدينا الايجابي والسلبي لدينا من يحل المشاكل ومن يفتعل المشاكل ، لدينا من يحول السلبيات لايجابيات ، ولدينا من يستبدل الايجابيات بالسلبيات، لكن كمثقفين علينا واجب ليكون لنا دور ايجابي في تحسين احوال المجتمع كل حسب طريقته وحسب فهمه لقضايا المجتمع ، وعلينا محاولة اصلاح ما يحاول البعض افساده ، وعلينا أن نضع شروط ومعايير ليتقبلها المجتمع والمواطنين في معالجة السلبيات وإيجاد حلول للمشاكل وليس مجرد القذف والاتهام بالإهمال وتجاوز الحد الأدني من الإحترام المتبادل وغيرها من الجمل التي يمكن أن تودي بصاحبها للمسائلة القانونية، بالنيابة العامة جاهزة لتلقى أي شكوى من أي مواطن يٰعتدى عليه والتعامل معها قانونيا.
وعلى عكسها نستطيع أن نساعد كمثقفين في إيجاد مجتمع صحي سليم في مختلف مقوماته برصد السلبية والبحث عن حلول لإستبدالها بإيجابية او حلول لتحويلها لايجابية،
وايضا لرصد أي مشكلة في، المجتمع ومعرفة سببها الرئيسي ومحاولة إيجاد حلول جذرية لها وليس بالقذف والمساءلة والإتهام بالتقصير ..فهذا لن يحول مجتمعنا لمجتمع صحي بل لمتناقضات البعض يحاول النيل من البعض.. والنتيجة عكس ما نتمنى.
نريد أن نخلق جيل واعي يبحث عن حقوقه بالطريقة الشرعية برصد السلبية وايجاد حلول لها ووضع ذلك في اطار علاج سلبيات المجتمع وليس مهاجمة قيادات المجتمع،
عندما أهدي لصاحب الشأن عيوبه ليصلحها سيحاول وسينجح في اصلاحها لكن عندما اقوم بتعريته وبفضحه امام الملأ واتهامه بالتقصير سيتحول الموضوع لتهم وقضايا ومحاكم، ولن ننجح ولن يتعافى مجتمعنا من السلبيات ولن تعالج مشاكله..
مشكلة التهم في الأونة الأخيرة ضد الوزارات ومحاولة كل وزارة الدفاع عن قراراتها وعن منسوبيها هو حق من حقوقها لتحافظ على فريق العمل المجتهد عندها ليستمر في الانتاج والعطاء بلا حدود ومساعدة الفريق البطئ في الانتاج ليحسن مستواه من خلال الدورات المساعدة وغيرها لهذا التنشيط...
أما المتهجمون والقاذفون والمتهمون لتلك الجهات فعليهم أن يعرفوا أن النصيحة لا تكون بالقذف والتشهير وإظهار العيوب بطريقة فظة تضيع معها كل المجهودات الايجابية التي تقوم بها تلك الوزارات،
نستطيع أن نعطي رأينا بتجرد في اي موضوع سلبي في المجتمع بعرض افكار بناءّة له لتحويله لايجابي وسؤال تلك الوزارة إن كان هذا الحل سيساعد في تجاوز تلك السلبية دون قذف واتهام وجحود..
ومثلها ايضا مشاكل الوزارت في كل مكان.. سرد المشكلة الموجودة بالدليل القاطع ثم عرض افكار لحلولها واغلاق ملفها.. دون استخدام لهجة القذف والاتهام والاستهزاء بتلك الوزارات وخاصة وهي تقوم بواجبها تجاه المواطن لكن نتوقع بعض الخلل نناجي كي يٰعالج ليصبح ايجابي ولا نعتقد في عصرنا من لا يحاول تحسين الخدمات المقدمة في ادارته بالطريقة التي يراها مناسبة ولكن لكل شيخ طريقة.
ختاما علينا كمثقفين اهداء عيوب الناس لهم شخصيا لمعالجتها مع مساعدتهم في بعض الحلول التي يمكن أن تساعدهم ، وحذارا من التشهير والإتهام والقذف فالقانون لك بالمرصاد ليحاسبك إن شهرت في غيرك وقذفته واتهمته..
ودرهم وقاية خير من قنطار علاج...