حصص النشاط بين الاقرار والاعتراض

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

شبكة نادي الصحافة السعودي


الكاتبة: نورة مروعي عسيري
عضو شرفي بشبكة نادي الصحافة السعودي

منذ سنوات وحصص النشاط المزعجة للمعلمين والمعلمات في التعليم تعد مادة دسمة للحديث عنها وعن عدم جدواها وقيمتها التربوية والسلوكية والتعليمية وانها هروبا من الجدية والعمل ومضيعة للوقت وهدر للمال العام إن "وجدت" بالأساس ميزانية مخصصة للنشاط .

اضف لذلك النقاشات الحادة والسخرية التي تواجهها المعلمات من المعلمين الذين لايفعلون النشاط ولايعرفون ماهيته ولاتدرج حصصه أحيانا في كثير من مدارس البنين. 

وبين مؤيد ومعارض للقرار الأخير بشأن زيادة حصص النشاط وبعيداً عن كون هذه الزيادة تستحق زيادة في الراتب أو إنها  لاتتعارض من الساعات المحددة للدوام الرسمي وبعيداَ عن مدى جاهزية المدارس لاستيعاب خطط النشاط الجديدة لهذا العام ومدى توفر الميزانية الملائمة لتفعيله. 

نتحدث عن النشاط بمفهومة التربوي والسلوكي والاخلاقي وما يؤديه في الوقت المقدر له ومدى كفايته ليمارس فيه الطلاب هواياتهم ويشبعون  فيه رغباتهم .
سؤال نطرحه على انفسنا كمنسوبين ومنسوبات للتعليم هل مايؤدي في مدارسنا يسمى نشاطاً ؟

وهل هناك مخرج ومنجز من هذا النشاط عدا اللوحات والمجسمات والأعمال التي تدفع فيها رائدة النشاط أو مديرة المدرسة من جيوبهم وتصممها لهم المكتبات. 

إذا أردنا أن نعرف ماهية النشاط اللاصفي ومايحدثه من أثر تربوي وانساني واخلاقي وسلوكي على الطالب والطالبة  فنحن بحاجة لقلب فكر منظومة تعليمية متحجرة منذ قرون تعتبر حصص النشاط هروباً ورائد النشاط شخص خالي المسؤولية ويحاول احاطة نفسه وعمله بأهمية وهمية. 


هل النشاط عمل ممنهج مدروس وضعت له حقيبة وفق معايير وأسس وقواعد ، أو يختلف من مدرسة لمدرسة ومن رائد لرائد ومن مدير لمدير ومن فكر لنقيضه ؟ 

وبصفتي بنت لهذه المنظومة أقول وأكاد اجزم أن ماينفذ في المدارس لايعد نشاطاً على الاطلاق ، فالطالب موجه وليس لديه خيارات والامكانيات محدودة ، والوقت المقدر سابقا  لحصص النشاط كان يضيع في تجميع الطلاب والطالبات في الفصل المحدد لممارسة النشاط الوهمي. 

اضف لذلك أن النشاط منفصل تماما عن مايمارسه الموهوبين، فمسؤولة الموهوبات تعمل بمعزل عن رائدة النشاط وعن رائدة الفصل التي يفترض أن يكون عملها مرتبط بهما وبمعلمات الفصل اللواتي يستطعن من خلال الحصص اكتشاف مهارات ومواهب الطالبات وميولهن، 
الأمر الذي جعل رائدة الفصل تركز على تجميل الفصل وتزيينه ولاتمانع من دفع مبالغ من حسابها لاختصار الوقت والاتفاق مع مكتبة أو مصممة لتزيين الفصل فلاتستفيد من امكانيات طالباتها المتاحة لتدريبهن وتربيتهن على إحترام الفصل والاهتمام به والمحافظة على مايحويه من وسائل وغيرها تستخدم لتسهيل مهمة المعلمات اثناء تأدية الدروس.

اضف لذلك غياب ثقافة العمل المسرحي بشكل كلي عن مدارس البنات والاعتماد على تأدية بعض الرقصات واللوحات الاستعراضية في حفلات النشاط مما أدى لافتقاد الطالبة لمهارة الكتابة "والابتكار" وساهم في ذلك غياب مكتبة المدرسة وتنظيم معارض الكتاب على مستوي المدارس أو على مستوى الادارات .

وخلال الأعوام الأخيرة كانت تعالج الوزارة مشكلات عُزلة الطالب الاجتماعية من خلال برامج متعددة ساهمت في عُزلة الطالب وجعل هذه البرامج برامج مستقلة عن النشاط مثل برنامج "فينا خير" و"فطن" وبرامج الأعمال التطوعية والمبادرات وكلها تصب في نفس المسار "النشاط اللاصفي" وكان الأحرى دمج كل هذه البرامج الوطنية ضمن أعمال النشاط  وجعل الطالب هو من يعالج قضاياه ومشكلاته ويبحث متطلباته واحتياجاته وينقاشها من خلال مجلس استشاري طلابي بالمدرسة يتم من خلال الانتخاب وفق معايير الانتخاب المعمول بها ويتم الاقرار من خلال المجلس الاستشاري الطلابي الكثير من البرامج التي تخص كل مدرسة حسب احتياجها وفق ضوابط ومعايير تضعها الوزارة. 

واخيراً ـ لن تؤدي زيادة حصص النشاط نتيجة إذا لم يشعر القائد والقائدة بقيمتها وأثرها في تطبيق المادة العلمية وتعزيز القيمة الأخلاقية من خلال ممارستها في النشاط عن طريق دورات متعددة لجميع منسوبات التعليم من قادة ومعلمات ورائدات النشاط .
ومتى ماخرجنا بمفهومه عن النمط التقليدي الذي غيّب الطالب وأصبح ضحية المنظومة التعليمية وضحية المجتمع فما جدوى تعليمنا للطالب "اماطة الأذى عن الطريق.. صدقة" وهو يرمي بزجاجة الماء من نافذة السيارة التي تقله من المدرسة للمنزل
باختصار  "النشاط هو منجز الطالب فكرياً و فنياً و أدبياً وإجتماعياً و حرفياً" متى ما علمنا هذا المفهوم وآمنا به  سنعمل بمقتضاه وموجبه.


الهنوف محمد الهنوف محمد
محرر صحفي

0  474 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة