حديث يعاني 

        الكاتبة / عفاف محجوب

 من منا لم يعانى،

 من منا لم يختنق بصمت المعانى، 

 من منا من شدة الألم بات يحتضر،

 من منا لم تلامسه لحظة فراق،

 من منا من وضع قدميه على النار وأحترق،

البعض منا سار على ذلك الدرب الملئ بالأشواك ووصل ،

ومنا من طالت رحلته وخاض معارك مع العواصف الثائرة وعثر ،

ومنا من وقف حائرا ،

كيف يخترق الحواجز ،

ويحطم القيود ويعبر الاماكن والحدود .

جميعنا ذاق طعم المرار. وارتدى وشح الغرام ولكن … 

الصمت كان سيد الموقف ،

جعلنا نقبع فى تلك السراديب مكبلين فى زاوية الوحدة بلا حراك ،

 نعانى من صمت الأنين ،

 نبكى بيننا وبين أنفسنا،

 وتتمزق مشاعرنا ولا نبوح،

 كل عابر يشاهد ذلك الوجه الشاحب الحزين،

  يتأمله ويتسأل ماهذا الجنون ،

 وگأننا كطائر مذبوح ،

قابعا فى دائرته يحوم ،

عزاءنا فى حبر أقلامنا نبكى معها من خلال السطور ،

وننثر حروف آهاتنا بين صفحاتها بجنون ،

هى لاتسمعنا …نعم لاتسمعنا ،

 لاكنها تخفف عنا مواجعنا ،

نعزف من أناملنا التى ترتجف أحلام مفردات ،

نعيشها فى لحظات ونثمل ،

نحلق فى سماءنا ونتسلطن 

 بعدها نفيق على واقع نعود إليه مجبرين ،

حلم يطول ،

منه لا نكتفى 

ومن شدة الظمئ لا نرتوى..