منذ 2 يوم 0 526 0
خاطرة .... جنتي
خاطرة .... جنتي

 

الكاتب - سميرة عبدالهادي 


 

 

إليك يا سر وجودي يامن أسكنتني الحشا وأسقيتني من وريدك، يادوائي عندما أمرض ويا بلسمي حين أحزن، يا بسمتي حين أفرح ويا حصني عندما أهرب، وملاذي وأماني حين أخاف، ياصديقتي في وحدتي و يا نوري في عتمتي ووسادتي حين أنام، يامن تعطيني بدون أن تأخذ ومهما أعطيتك لن أوافيك ولو قطرة من جميلك، في قلبك حبا وتحت قدميك جنة وبين كفيك دعاء لي أعلم أني كبرت ولكني إشتقت ليديك وهي تمسح على وجنتي وتُسرح شعري، إشتقت أن تحكي لي قصة وتغني لي بصوتك العذب، إشتقت أن تلبسيني ثوبا جديدا وأن تشتري لي لعبة يوم العيد، أمي إبنتك قد كبرت وأصبحت تخيط جروحها وتداوي ندوبها بيديها وتبحث عن سعادتها ، حان دوري الآن فعلميني كيف لي أن أداوي جراحك كيف أرسم الإبتسامة على شفتيك كيف أعيد النوم الذي سرقته من عينيك وأزيل عنك الهم الذي أثقل قلبك ، كيف لي أن أعيد لك شبابك الذي أفنيتيه بتربيتي، أماه تخونني كلماتي وتهرب مني وتختفي عبراتي كلما رأيت خطوط العمر تزين وجنتيك وكلما رأيت تعب السنين يرهق كاهلك، سامحيني يا نبض قلبي فالوهن و تقدم العمر ذُكر في كتاب الله وهو سنة الحياة، أعدك أن أكون عكازك حين تسيرين ،وأسقيك العطف والحنان كما كنت تفعلين، وأبلسم تلك التجاعيد التي بين طياتها قصصي على مر السنين، أماه لو كان العمر يوهب لوهبتك إياه ، سامحيني على صمتي حين استوطن الألم بداخلك وقلة حيلتي في انتزاعه منك ، سامحيني على كل لحظة جفاء قابلتك بها وكل أمر عصيتك فيه وعلى نبرة صوتي التي علت على نبرة صوتك وأفعالي التي أرهقتك وأشعرتك بالتعب، وعلى كل جرح جرحت به فؤادك سالت منه دمعتك ونغص عليك مضجعك، أماه ما يدور في خلجات صدري كثير وأنا على يقين أنه سينتهي الحبر والورق ولن تنتهي مني الكلمات، فيا ربي بعدد من سجد وقام وصام وتاب وحج واعتمر إرحم ضعف أمي واحفظها لي يارب العباد ...

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك