الكاتب / جمعه الخياط
رئيس مجلس إدارة اكاديمية ايجانما التعليمية
اخواني واحبتى ، مابيني وبين مستشفي النور التخصصي حالة من العشق الخاص لارتباطها بمرحلة الشباب ، وفترة من اجمل فترات حياتي عملت فيها بقسم العلاقات العامة ، وكثيرا ما أذكر ذلك خلال محاضراتي التعليمية ، وتكون النور مثال واختيار أول للشرح للمتدربين في محاضراتي التعليمية ، ومناقشاتي التدريبية عن بيئة العمل بالمستشفيات لطلاب الإعلام الجديد المشاركين في دورات اكاديمية ايجانما التعليمية ، وحديثي اليوم نابع من زيارتي مؤخرا لأحد الزملاء المرضي بالمستشفي، فشهدت الصرح الذي سعدت بالانتماء إليه مرحلة من مراحل حياتي ، صرحا لا يشيخ بل متجدد كالشباب، فنحن كاعلامين في الماضي كنا نتلقي الكثير من الشكاوي ضد مستشفياتنا الحكومية التى نتعاطف معها كإعلاميين نظرا لملابساتها وتعلقها بمرضي من احبائنا، ودورنا كإعلاميين أن نستفسر وننتظر رد المنشآت الصحية ، البعض كان يهتم بالرد ، والبعض كان يتجاهل ، مما يجعل التجاهل يثبت ماقد يتداول من شكاوي، حتى يرسخ بالأذهان لدى الأغلبية ، سوء مرافقنا الصحية، وسوء المعاملة بداخلها ، وتردي الخدمات ، لكن بعد وجود المتحدث الاعلامي اصبح الأمر ميسر للحصول على المعلومة بصفة عاجلة ، والصورة التي شهدتها مؤخرا في زيارتي للزميل المنوم بها تجعل من مستشفى النور التخصصي مستشفي من كوكب أخر ، فالخدمات فيها خدمات فندقية، والنظافة ممتازة وفي اعلي المستويات في الغرف ، والحمامات ، و الممرات ، بالإضافة لوفرة فى المعقمات ، والمناديل ، والصابون السائل ، فالرفاهية تلعب دور هام فى رحلة العلاج والشفاء رغم شدة الألم تساعد المريض على تجديد النشاط والاسترخاء. ولكن اتوقف عند الساحات الخارجية وبعيدا عن مشكلة عدم توافر مواقف مناسبة للسيارات ؛ هناك اهتمام كبير بالمساحات الخضراء في المستشفى لم اشهده من قبل ، ونرى هذا الاهتمام بها يتوافق مع رؤية المملكة لـــــــ 2030 للرعاية الصحية المستدامة، لنهج الرعاية الصحية الذي يعطي الأولوية للاستدامة البيئية ، إلى جانب النتائج الصحية، وهو يستلزم تنفيذ الممارسات الخضراء في جميع أنحاء المنشآة الطبية لتقليل التأثيرات السلبية على البيئة وتعزيز استهلاك الموارد بكفاءة، بما يساهم في التقليل من التدهور البيئي ، وتغيّر المناخ، ويساعد على التخفيف من هذه التأثيرات ، من خلال الممارسات الصديقة للبيئة، ويقلل من البصمة الكربونية.
وهنا اشيد بالجهد المبذول من قبل العاملين بقسم الزراعة ، وهذا التحول الكبير في المساحات الخضراء ، التي تقريبا قضت علي التشوه البصري ، واضافت لمسة ابداعية وجمالية في المستشفى تساعد علي هدوء النفس وراحة للقلب ، بالاضافة للجانب الاساسي للرعاية الصحية المستدامة في الممارسات الخضراء ، كأساس للتحول إلى مستشفيات صديقة للبيئة.
كذلك لاحظت خلال زيارتي اللوحات الارشادية التي تقودك إلى حيثما تريد في يسر وسهولة ، كما ونظافة الساحات الخارجية ملفت للنظر علي رغم من الاعداد الكبيرة المترددة علي المستشفي إلا أنك تلاحظ جيش من الجنود المجهولين من عمال النظافة منتشرين بكثافة كبيرة تغطي كل مكان ، ولا تترك مجال لحدوث أي تشوه بصري ، من الفوضويين الذين اعتادوا لإلقاء قمامتهم في غير المكان المخصص.
الأمر الأخير هو الاهتمام بكل الفئات المترددة علي المستشفي بتوفير اماكن انتظار بكل مكان ، واهتمام خاص بذوي الاحتياجات الخاصة ، وكبار السن، بتوفير مبني خاص يلبي احتياجتهم، تم اختياره بعناية، بالقرب من المراكز التخصصية، وخصوصا مركز الأمراض الروماتيزمية ، والتأهيل الطبي، والممرات الخاصة بهم المنتشرة بكل مكان .
تحية خاصة لإدارة المستشفى وفريقها المشرف ، وللشركة المشغلة للصيانة والنظافة ، وجنودها المجهولين علي ما يقدموا من جهد جهيد للمحافظة علي شباب متجدد للنور التخصصي يقربها خطوات نحو تحقيق رؤية 2030م للاستدامة الخضراء كمستشفي صديقة للبيئة.