العمري والفيروزي وعودة للعصر الذهبي وزمن مستشفى النور التخصصي الجميل
مكة / الكاتب / محمود قريش
في أقل من شهر يطلق التجمع الصحي مبادرتان بهدف المشاركة في تحقيق مستهدفات المملكة لرؤية ٢٠٣٠م في التحول لمستشفيات صديقة للبيئة ونموذج في الريادة يسعي الجميع لتطبيقه محليا واقليميا وعالميا .
وتهدف المبادرتان إلى تحسين بيئة العمل وتوفير البيئة الصحية الملائمة للمرضى وذويهم، كلا المبادرتان رغم اختلاف اهدافهم إلا انهما مرتبطتان بعضهم بعض مما يدل علي العقلية الإحترافية والإبداعية التي يدار بها التجمع الصحي بشكل عام وادارة المرافق والتشغيل بشكل خاص ، فالمبادرة الأولى تمت من خلال شراكة مجتمعية بين التجمع ووزارة البيئة والمياه والزراعة و تستهدف تعزيز زراعة الأشجار وتحسين المظهر الحضاري لمستشفيات تجمع مكة المكرمة الصحي وتنقية الهواء وخفض الإنبعاثات الكربونية وتحسين تجربة المراجعين والزوار.
والمبادرة الثانية تستهدف القائمين علي انجاز المبادرة الأولي من خلال مبادرة (ولاء وانتماء) التي تهدف إلي تكريم عمالة قطاع خدمات البيئة من عمال (النظافة والزراعة )، وجوهر المبادرتان هو تحقيق الاستراتيجيات التي تعمل عليها إدارة التجمع الصحي لتتوافق مع رؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الامير / محمد بن سلمان (حفظه الله) لعام 2030م في التطلع للمستقبل بجودة حياة وخدمات مستدامة لكافة المستفيدين.
الجميل في الأمر أن نجد في المبادرتان الدكتور / حاتم العمري الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي وبجواره المهندس /ماجد الفيروزي المدير التنفيذي لإدارة المرافق والتشغيل ثنائية النور التخصصي في عصرها الذهبي وزمنها الجميل، الذي تشرفت خلاله بالعمل تحت قيادتهم فالثنائي يُخجلك تواضعهم، ونبلهم غير العادي، وفيض كرمهم الذي بلا حدود ، وقد تعلمت من العمري أن الريادة هدف ، والعمل جد واجتهاد ، وتعلمت من المهندس الفيروزي الإيثار وانكار الذات. لم اري أي منهم رئيسا أو مديرا بل كل منهم قائد متميز يمتلك صفات رائعة وخصال حميدة قلما تجتمع في رجل واحد، وسعيد الحظ من يعمل تحت قيادتهما، فهم مصدر إلهام لفريق عملهم ، وهما اكبر داعم لكل مبدع وصاحب فكرة ، والدكتور العمري قائد من طراز فريد أصقلته التجارب علي رأس فرق العمل بالعديد من المنشآت الصحية، وهو يمتلك الرؤية الثاقبة ويجيد اختيار فريق عمله بعناية لذلك ليس بغريب أن نجد الفيروزي بفريق عمله ، وان نجد المهندس / يوسف الشريف رئيسا لإدارة التشغيل هذا الصقر العازف بنا علي اوتار حب الوطن وصاحب الحياة الحافلة بالخبرات المتراكمة والحياة المتفانية لخدمة الوطن والقطاع الصحي بمكة المكرمة علي مدي عقود فهو الصقر المحلق بإدارته فوق السحاب والباحث بنظراته الثاقبة
علي ريادة جعلها العمري هدفا للتجمع وجعلها ولاة الأمر حلما عالميا يتحقق مع 2030م ، ولم لا في أن يصل للريادة ويحقق الطموحات والآمال فهو يمتلك جناحان قويان في الابداع يجعلان منه الأسرع في التحليق، جناح الإدارة الهندسية وعلي راسها صاحب الأفكار الإبداعية المهندس جميل اكرام، وجناح ادارة المرافق والتشغيل وعلي رأسها صاحب الأفكار الريادية المهندس / ماجد فيروزي ، جناحان لا يعرفان غير التحليق بصاحبهم نحو القمم والشموخ، هذه اختيارات قائد لكفاءات متميزة.
وحتي لا أطيل وأخرج عن الموضوع الأساسي العمري والفيروزي والزمن الجميل، لقد اعادت مبادرة ولاء وانتماء بالبعد الإنساني لها جانب يتشارك فيه كل منهم وهو القلب الطاهر النقي، الذي يعمل بكل طاقته من أجل إدخال السرور على كل من حوله ، وفي هذا الإطار تأتي مبادرة ولاء وانتماء التي ذكرتني ببرامج مستشفى النور التخصصي الإنسانية والتي عملت علي خدمة منسوبي المستشفى والمترددين عليها ، مثل انشاء حديقة خاصة للأطفال المترددين مع ذويهم للزيارة لقضاء وقتهم بها ، خلال فترة زيارة اسرتهم لمريضهم وإقامة عدد من المظلات لحماية المترددين علي المستشفى من حرارة الشمس وانشاء حضانة للأطفال لمنسوبات المستشفى، والبرنامج الصيفي لأولاد منسوبي النور بالسكنات وتطوير واحلال سكن الموظفين ومبادرة التشجير والشراكة مع وزارة الصحة ذكرتني بإسبوع الخدمات المساندة الذي تم بمشاركة أكثر من (13) قطاع من قطاعات المجتمع ، وكان اول برنامج غير طبي يحصل علي ساعات تعليم مستمر ، ليفتح الباب امام البرامج الأخرى في الحصول علي التعليم المستمر لبرامجها ، وكذلك شهد الأسبوع اول تجربة اخلاء علي مستوي المملكة بالتعاون مع الدفاع المدني ، وعدد من القطاعات الحكومية الأخرى ، واعتمدت التجربة كأحد الخطط الرئيسية للدفاع المدني في ذلك الوقت .
ومن جهود الدكتور العمري علي الأصعدة الأخرى الاهتمام بمؤتمر الحج لأمراض الحج والأمراض المعدية والذي أصبح فيما بعد أحد أهم برامج التدريب والتعليم التي يقدمها مستشفى النور التخصصي، وأكثر البرامج حصولا علي ساعات تعليم مستمر ، وقناة النور الصحية والتي لو كتب لها الاستمرار لكانت واحدة من أفضل القنوات الصحية بمنطقة الخليج ، وأحد روافد الداخل للتجمع الصحي بالمملكة ، كما شهد عصر العمري اعداد وتأهيل المستشفى للحصول علي شهادة J C A , وفريق أصدقاء البيئة الذي تبناه الدكتور العمري دعما ومشجعا ورئيسا شرفيا ، كذلك شهد عصره افتتاح توسعة الكلي ووحدة المناظير.
هكذا كانت تصنع الريادة في عهد الدكتور / حاتم العمري بإحتضان كل جديد وتبنـــي الإبـــداعات ورعايتها وتشجيعها. وهذا فيض من نهر عطاء ، نسأل الله لهذا الثنائي الجميل التوفيق والسداد وأن ينفع بإبداعهم البلاد والعباد.