الثلاثاء, 27 أغسطس 2024 11:06 مساءً 0 128 0
الوسواس القهري وطرق العلاج النفسي: فهم أعمق لأحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدً
الوسواس القهري وطرق العلاج النفسي: فهم أعمق لأحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدً
بقلم الدكتور _ احمد الثقفي ‏الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يتميز بأفكار متكررة وغير مرغوب فيها (وساوس) وسلوكيات قهرية يشعر الشخص بأنه مجبر على القيام بها (قهرات). يمكن أن تؤثر هذه الحالة على حياة الشخص بشكل كبير، وتجعله يشعر بالتوتر والضيق نتيجة عدم قدرته على السيطرة على هذه الأفكار أو السلوكيات. على الرغم من أن الوسواس القهري يمكن أن يكون مرهقًا للغاية، إلا أن هناك طرقًا متعددة للعلاج النفسي التي أثبتت فعاليتها في مساعدة الأفراد على التكيف مع هذه الحالة وإدارتها بشكل أفضل. ‏فهم الوسواس القهري ‏الوسواس القهري هو اضطراب يتسم بدورة من الوساوس والقهرات. الوساوس هي أفكار أو دوافع أو صور متكررة تتسبب في قلق شديد. يمكن أن تشمل هذه الأفكار الخوف من التلوث، أو الرغبة في الترتيب المثالي، أو الخوف من إيذاء الآخرين بشكل غير مقصود. نتيجة لهذه الوساوس، يقوم الشخص بسلوكيات قهرية، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، التحقق من الأمور عدة مرات، أو التكرار المستمر لعبارات معينة. تُعد هذه السلوكيات محاولة لتقليل القلق أو منع حدوث شيء سيء، ولكنها غالبًا ما تكون مؤقتة وتؤدي إلى دورة غير منتهية من القلق والسلوك القهري. ‏طرق العلاج النفسي للوسواس القهري ‏يُعد العلاج النفسي من أهم الوسائل للتعامل مع الوسواس القهري. ومن أبرز طرق العلاج النفسي ما يلي: ‏1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): ‏ - يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية في علاج الوسواس القهري. يتضمن CBT عدة تقنيات تساعد الشخص على فهم وتغيير الأنماط الفكرية والسلوكية التي تحافظ على اضطراب الوسواس القهري. أحد الأساليب الأكثر استخدامًا في CBT هو **التعرض ومنع الاستجابة (ERP)**، حيث يتعرض الشخص بشكل تدريجي للمواقف التي تثير الوساوس ويُمنع من القيام بالسلوك القهري. بمرور الوقت، يساعد ERP الشخص على تقليل القلق والاعتماد على السلوكيات القهرية. ‏2. العلاج الدوائي: ‏ - الأدوية قد تكون فعالة أيضًا في علاج الوسواس القهري، وخاصة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تُستخدم غالبًا كجزء من خطة العلاج. تعمل هذه الأدوية على تقليل الأعراض الوسواسية والقهرية وتحسين قدرة الشخص على المشاركة في العلاج النفسي. ‏3. العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي: ‏ - يمكن أن يكون العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي مهمين في علاج الوسواس القهري. يوفر العلاج الجماعي بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر والمشاركة في تجارب مماثلة مع الآخرين الذين يعانون من نفس الحالة. يمكن أن يعزز الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة من فعالية العلاج ويساعد الشخص على الشعور بأنه ليس وحيدًا في مواجهته لهذه الحالة. ‏4. التقنيات الاسترخائية: ‏ - يُنصح باستخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا، كجزء من خطة العلاج للتقليل من التوتر والقلق المرتبطين بالوسواس القهري. تساعد هذه التقنيات على تهدئة العقل والجسم، مما يجعل من السهل التعامل مع الأفكار الوسواسية دون اللجوء إلى السلوكيات القهرية. ‏التكيف مع الوسواس القهري ‏التعامل مع الوسواس القهري يتطلب التزامًا طويل الأمد. من المهم أن يكون الشخص المصاب بالوسواس القهري مدركًا لأهمية الالتزام بالعلاج والبحث عن الدعم عندما يكون ذلك ضروريًا. يمكن أن يتعلم الشخص كيفية التعرف على وساوسه ومواجهتها بطرق فعالة تقلل من تأثيرها على حياته اليومية. ‏أبيات شعرية عن الوسواس القهري وطرق العلاج ‏في عقلي تَرَددتْ الأفكارُ والهواجسُ ‏وبنيتُ منها سجنًا، في ضيقٍ وقسوةٍ ‏تأتي الوساوسُ كالرياحِ العاتيةِ ‏وأبحثُ عن مخرجٍ، لكنِّي مقيدٌ ‏وفي العلاجِ وجدتُ نورًا وأملًا ‏أسيرُ نحو الشفاء، بثباتٍ وعزمٍ ‏أخوضُ معركةَ النفسِ والوساوسِ ‏وأمحو برفقٍ، تلك القيودَ الوهميةِ ‏بالصبرِ، بالتغييرِ، بالتفاؤلِ ‏أبني يومي، وأملأُ دربي بالضياءِ ‏لا سجنَ للفكرِ بعد اليوم، ولا قيدَ ‏فالتحررُ من قيدِ الوسواسِ سعادةٌ
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

فايزه عسيري
محرر صحفي
محررة وناشرة بشبكة نادي الصحافة السعودي

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة