المزايدات الثورية العربية وايران تقطف النتائج قاعدتها ( اربح الحرب عندما تتجنبها )
الكاتب / د. فيصل معيض السميري (الطموح)
خسرت الدول العربية وشعوبها وقتاً مهما وثمين بسبب وعي كاذب سيطر على عقول النخب أو أكثرها هذا الوعي الكاذب لايزال تاثيره حتى وقتنا الحالي تحت عنوان (المزايدات الثورية) .
نجد ما ترسخ في الوعي تغير مصطلح هزيمة إلى نكسة وهذا ليس جديد فقد رسّخه / محمد حسنين هيكل بعد هزيمة 1967 ولاقى استحسانا داخل المجتمعات المنكسرة المكلومة، وكانت عبارة للتخفيف من فاجعة الهزيمة ، لكن ما حصل أن الوعي الكاذب لدى النخب العربية روج لها حتى تبناها الكل وأصبح يلجاء لها وقت الملمات والهزائم بدل من الإعتراف بالهزيمة .
نجد كذلك أن حزب البعث في القرن الماضي اقنع النخب بمقولة ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) فالمتمعن في ادبيات البعث التي هي فالغالب هزيلة وضعيفة ومنقولة من الفكر القومي الشوفيني الغربي بركاكته يقود هذه الركاكة ميشال عفلق ، وممن سار على نهجه وخاصة من النخب " أمة عربية واحدة " والمتأمل والمراقب يرى انتهاء هذه الشعارات ، بل يضرب بها عرض الحائط إذا تعارضت أو تناقضت مع السلطة .
للأسف قادت تلك الشعارات إلى دمار وخراب ، وتجاوزت الواقع إلى مكان خيالي مستحيل تحقيقه وصنعت نخب استطاعوا التأثير في الوعي العربي بالمزايدات الثورية ، ولك أن ترى ما يجري على الساحة اليوم مما يقوم به اتباع ايران من العرب من تخوين نخب وسياسيين وعوام .
مما تقدم نجد التقاط طهران وثورتها لهذه الشعارات العربية المزيفة والمسيطرة على أغلب عقول النخب في كثير من البلدان العربية ، خاصة عندما تمددت سلطات طهران إلى بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء وغزة وتحاول في دول أخرى تحت شعار ، ليس ببعيد عن " أمة واحدة" فتقول " ثورة إسلامية واحدة" وهو شعار يشبع واعي كاذب موجود لدى بعض النخب ، إن لم تقل أكثرها .
بعد ذلك صنعت طهران اعلاما لتبرير توسع ثورتهم في الدول العربية وغيرها مستغلة بذلك الوعي الكاذب لدى بعض النخب العربية ، وتفعيل المنهج الأنثروبولوجي ، فمن شروطهم حتى تصبح إعلاميا ومحلل استراتيجياً أن تتبنى روايتهم أولاً، ثم تروج لها من أمثلتها التي سوقت لها قناة الجزيرة ومحلليها السياسيين والإستراتيجيين:-
* العدو لا يجرؤ على الغزو البري. ( غزى ودمر وأباد كل شيء في غزة ما تحت الأنقاض من قتلى وموتى يفوق عدد القتلى المُعلن بكثير بحسب تقارير منظمات عالمية ).
* العدو لا يتحمل أسر جنوده . ( جنوده في الأسر بل قتل مجموعة منهم ) .
* العدو سيتفاوض رغما عنه لإن لدى المقاومة مدنيين اسرائليين ( تفاوض مع ما تم تقديمه من تنازلات من قبل حماس ولم يقبل ).
* استدراج العدو نحو معارك الشوارع ،" تذكرون تحليلات الدويري من خلال قناة الجزيرة " ( مع ذلك نرى العدو يتجول في قطاع غزة).
* التضخيم غير الواقعي بالإدعاء لدى المقاوجين 50 ألف صاروخ لم يكن لها تأثير في الحرب دمر لبنان وقتل تقريبا 600 شخص منهم 24 من قيادات الصف الأول أولهم / فؤاد شكر (الشيخ محسن )، والصواريخ المجنحة عند الحوثي وتم تدمير ميناء الحديدة الرمز اليمني الكبير ولم نرى لها أي تأثير .
* منذ 1948 تتكرر عبارات يقودها بعض النخب الإسرائيلي يتألم ، والإقتصاد الإسرائيلي ينهار ، واليهود يهاجرون إلى خارج اسرائيل، والمجتمع الإسرائيلي منقسم ( أليست هذه كلها أمنيات ).
في الختام … أين الوعي الكاذب من تدمير غزة تماما وتصفية حماس وقياداتها ؟ أين النخب من تدمير العراق والسيطرة عليها بالحشد الشعبي وغيره من المليشيات الإيرانية ؟ أين النخب من تدمير اليمن من ميلشيات لا يهما سوى مصالح طهران والدفاع عنها ؟ هذا ميناء الحديدة تم تدميره تماما ، ولم نجد حتى شكوى للهيئات الأممية أو استنكار ، أين النخب من تدمير سوريا ؟ أين النخب من تدمير لبنان؟ .
المستفيد طهران عندما اتّبعت ، من دون أن يعلم من يتبع لها من العرب قاعدة ( اربح الحرب عندما تتجنبها ) وتركت جثث القتلى في كل مكان من أرض العرب .
لقد صدق اتباع طهران في الدول العربية ومتخذي قرارات الحرب " وحدة الساحات " شعار ايران ، كما صدق من قبلهم السذج ( أمة عربية واحدة ) إن طهران سوف تدخل معهم الحرب في غزة ولبنان وصنعاء وبغداد ودمشق ، وتبين تطبيقها
لقاعدة ( اذهب أنت وربك فحاربا) ونحن هنا ننتظر الفوائد……. والسلام
الجمعة الموافق 2024/8/16
الرياض .