الكاتب - طارق محمود نواب
إن السعادة أو البؤس مجرد مشاعر مؤقتة تتغير خلال ساعات، أمّا التفاؤل فهو اطمئنان دائم، واعتقاد ثابت بأن ما سيأتي أفضل وأجمل، ففي حين تكون متفائلاً لن ترجح فقط كفّة السعادة لديك، بل وستتحسن صحتك، ومستقبلك، ومتوسط عمرك، وعلاقاتك الإجتماعية أيضاً.
وذلك تبعاً لما أثبتته الدراسات بأن معظم الأمراض ترتبط بحالتنا النفسية ومزاجنا الخاص، ولما يؤكده قانون الجذب بأنّ حظوظنا في الحياة ترتفع بارتفاع مستوى تفاؤلنا ونظرتنا الإيجابية للأحداث، فالأشخاص المتفائلين يعيشون عمراً أطول، ويصبح لديهم صحة أفضل، وحياة زوجية أفضل، ويمكنهم ايضاً تجاوز الصدمات بطريقة أسهل وأقل تأثيراً! فذلك الأمر تجاوز الفرضيات النظرية حتى اصبح حقيقة يمكن التعبير عنها بالأرقام والنسب.
فهناك العديد من الجامعات المتخصصة في تعليم الطب أو الرياضيات أو العلوم، ولكن لا توجد جامعة أو مدرسة تعلم الإنسان كيف يكتسب موقف ذهني سليم وإيجابي يحتاجه للنجاح، ومن أهم المواقف الذهنية التي يجب على أي شخص يريد النجاح أن يلتزمه هو التفاؤل والذي يفيد الإنسان على تحقيق ما يهدف إليه، فالتفاؤل لا يسمح لعقل الإنسان أن يشعر بالخسارة أو اليأس من جراء المحاولات الفاشلة أثناء تحقيقه أي شيء، وهذا الأمر هو لب النجاح والوصول إلى القمة لأن النجاح طريق شديد الوعورة ويحتاج إلى شخص يستطيع التعامل مع اوقات الفشل بشكل أفضل من التخطيط لوقت الإحتفال بالنجاح.
فهناك فرقاً كبيراً بين الحماس والتفاؤل ولو فكرت مع نفسك ووجدت أنك تتخيل كثيرا وقت أن تكون ناجح ومشهور فهذا جيد ومعناه أنك ترى نفسك على نحو إيجابي ولكن الأفضل في ذلك الحين هو توجيه تفكيرك صوب تحقيق النجاح ومحاولة حل المشكلات التي ستواجهك أثناء العمل، ولذلك لا يمكننا أن نعتبر الشخص الذي يقول أنني أوشكت على النجاح بأنه إنسان ناجح، فالموظف الذي يعمل بنظام العمولة لن يأخذ عمولته لأنه أوشك أن يتمم الصفقة مع العميل.... وهذا هو الفرق بين الحماس والتفاؤل، حيث يجب أن يتم التفريق بينهم واستغلالهم بطريقة جيدة فالحماس لا محالة يبدأ شديداً وقوياً في أي بداية عمل أو طريق ولكنه بالتأكيد سيقل مع الوقت لعدة أسباب منها الفشل، وتكرار المحاولات، وبذل المجهود، أما التفاؤل فهو المفتاح الذي يبقيك داخل غرفة النجاح دائما ومهما قابلتك أبواب مغلقة فالتفاؤل يجعل عقلك يبحث عن حلول باستمرار وعندما يحين وقت النجاح يعزز التفاؤل ثقتك في نفسك، ولهذا الأمر يجب عليك مراقبة ذهنك وتوجيهه ناحية التفاؤل وتحقيق الهدف مع الأخذ في الاعتبار أنك أنت من تتحكم في ظروف نجاحك وليست الظروف المحيطة بك هي التي تفرض عليك الفشل.
فعليك أن تحافظ على تفاؤلك ولا تجعل الآخرين يُدخِلون في ذهنك أفكاراً سلبية عن نفسك أو عن حلمك. فتخيل معي أن أحدهم أتى وألقى بسلة القمامة في وسط بيتك ثم مشى... حينها بالطبع ستجد نفسك في حالة دفاع عن بيتك، وهكذا الأمر في القمامة العقلية فلا تسمح لأحد أن يلقي قمامته الذهنية داخل عقلك ليؤثر عليك بالسلب. فالتفاؤل دور مهم في رفع مستوى حظوظنا والنتائج الإيجابية في حياتنا، حيث يؤكد علم البرمجة العصبية على أن تفاؤلنا ونظرتنا الإيجابية لمستقبلنا تساهم في تغيير الظروف لصالحنا بطريقة غير متوقعة. فبمجرد تفاؤلك وتوقع سير حياتك بشكل إيجابي يمنحانك فرصاً أفضل وظروفاً أقوى ونتائج لم تتوقعها أصلا، وفي مقابل ذلك حين تترك نفسك عرضة لليأس والإحباط والإنكسار ستجذب لنفسك عقبات ومواقف سلبية تساهم في تطبيق أسوأ مخاوفك على أرض الواقع وتحقيق ما تصبو إليه.