الكاتب - د. فيصل بن معيض السميري ( الطموح)
علم السياسة ونظرياته ينطلق في تطبيقاته العلمية والفعلية من قوة المعلومات ومصدرها الإستخباري وتعلمت كما تعلم غيري بأن الأجهزة الإستخبارية لها دور كبير في القرارات السياسية وصناعة الأزمات. وبالتالي تترك للأجهزة الأخرى التعامل مع مخرجات القرارات ومواجهة الأزمات المصنوعة أصلا .
النظام الإيراني الحالي أتى مؤسسه من الغرب ( الخميني ) حيث كان يعيش كما نعلم جميعا في باريس فمن صنعه ؟
سؤال واضح إجابته ، السؤال الثاني من سمح له بتصدير الثورة
والسؤال الثالث من سمح له بالتمدد في أربع عواصم عربية ( بيروت ، بغداد ، دمشق ، صنعاء ) والسؤال الرابع من سمح له ببناء المفاعلات النووية ولم يسمح للعراق ومن سمح له بتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى بكثير من المتفق عليه .الإيجابات النموذجية ؛ موجودة عند الإستخبارات الغربية .
القضية الفلسطينية قضية العرب الأساسية ولا يمكن أن يتنازل عنها العرب لأي جهة مهما كانت ، دخلتْ لأجل هذه القضية عدة حروب ابتداءًا من خمسينيات القرن العشرين
ثم حرب 1967 وحرب 1973 ودافعت عنها في كل المحافل الدولية وتولت القيام بشؤون الفلسطينيين وامتزجت الدماء العربية بالتراب الفلسطيني مصرية وسعودية و أردنية وسورية ولبنانية وخليجية وكل الدماء العربية سالت على أرض فلسطين دفاعا عن المسجد الاقصى وعن التراب الفلسطيني .
الدول العربية لم تطبع مع الكيان الإسرائيلي ولم تعترف به إلا بعد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائليين والذي كان صناعة استخبارية باحترافية عليا ، انتهت معها الإنتفاضة الفلسطينية التي دعمتها الدول العربية اقتصاديا وسياسيا
وشكلت أكبر خطر على اسرائيل . وكان هذا الإتفاق مفاجىء للعرب حكومات وشعوبا ولكنها دعمت موقف الفلسطينيين مادام هذه رغبتهم ، ولم يكن للدولة الإيرانية وأذرعتها أي دور في دعم الإنتفاضة واستمرارها . .
قدمت المملكة العربية السعودية مبادرة عام 2002 في قمة لبنان باعتراف العرب بالدولة العبرية مقابل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 تحولت إلى مبادرة عربية وهنا بدأ العمل الإستخباراتي في عرقلة هذه المبادرة بعد أن تهيأ العالم للإعتراف بها وكانت هذه العرقلة في نظري كمحلل استراتيجي تتمثل في :
1- تبني الغرب لجماعة الإخوان المسلميين وفتح المقرات لهم وفتح الجسور بينهم وبين النظام في طهران
2- دعم حماس من تحت الطاولة حتى لو بدأ العِداء في العلن لتقوم بدور الإستيلاء على غزة وشق اللحمة الفلسطنية وإيجاد كيانين فلسطينيين ثم هجوم حماس على المبادرة العربية وعدم الإعتراف بها .
3- الإيعاز إلى حماس بالهجوم على الدول العربية إعلاميا وجهد مواقفهم والتجميد بمواقف ايران واذرعتها .
4- توثيق العلاقات بين جماعة الإخوان ومنها حماس والنظام الإيراني حتى وصل الأمر بأن قيادات حماس (إسماعيل هنية وخالد مشعل ) يقبلون يد المرشد ويعتبرون أن قاسم سليماني قاتل السوريين والعراقيين شهيد القدس .
5- الإيعاز لحماس للقيام بأحداث السابع من اكتوبر حتى يكون مبرر لمايلي :-
أولاً : عرقلة صفقة السلام بين السعودية واسرائيل والتي تشترط قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقيه .
ثانيا : الإيعاز لكلٍ من الحوثيين وحسن نصرالله بالقيام ببعض العمليات الفاشلة حتى يعتقد الفلسطينيون أنهم من يدافع عن القضية الفلسطينية وربط ذلك بإيران لتصبح القضية
الفلسطينية مشتتة وهذا ما يريده النظام في ايران وجماعة الإخوان .
ثالثا: التخطيط لإنهاء وجود القضية الفلسطينية تخطيط استخباراتي استراتيجي تقوده CiA وتديره الغرف السياسية
لإبعاد الإسلام السني ودُولَه واظهار الدور الشيعي ، كونهم يعرفون من الذي حرر افغانستان من الروس وهذه نتائج الدراسات الأنثروبولوجية .
وفي الختام …. القضية الفلسطينية تحتاج لانقاذها بشكل عاجل وسريع من أيادي من سلمها لإيران وأذرعتها ، وتحتاج إلى قيادة واعية قادرة على إدارة المرحلة الحالية
العصيبة وإدارك أهمية الدول العربية وخطر التخطيط الأمريكي والغربي الساعي لتسليم القضية الفلسطينية
إلى إيران وابعادها عن عمقها السني بل شيطنته . ولعل المُدرك كيف تَعامُلتْ امريكا والغرب مع الحوثي وأثر الضربات من الطرفين ونتائج ضربات حسن نصرالله وكيف حمت العروي آسف غدرت ،،،،،، والسلام …….
الرياض
مساء الجمعه
2024/1/19