انتبهو لفلذات قلوبكم فاالخطر كبير!

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

انتبهو لفلذات قلوبكم فاالخطر كبير!


مروراً بتاريخ كل الأمم فإن السلوك الإجرامي ليس له هوية محددة، كما أنه لا يخضع لأي قيم إنسانية، لكنه دائماً ما يمارس بالقوة غدرا ضد المصلحة العامة للمجتمع معتزا بمخالفته لكل المعايير الأخلاقية. فعادة تلك الممارسات تكشف لنا عن أنماط ونماذج للشخصية السايكوباتية، التي تتوهم أن ما ترتكبه من جرائم يعد خدمة للبشرية! فعلى سبيل المثال لا يمكن أن نثق أو نصدق بأن من يتاجر في المواد المخدرة يدعو المجتمع للسلام! أو حتى أنه يتقيد بالمعاهدات والاتفاقيات لمعاملة الآخرين بسلام، وهو من الأساس من يرتكب الجرائم بحق الكثيرين ويتسبب في سفك الدماء أناس أبرياء واعتقال آخرين!
إنها مجرد لحظة، تلك التي أصبحت تفصل الإنسان عن بداية تحوله إلى وحش، فهي مجرد لحظة من لحظات كثيرة سواء كانت هذه اللحظة لحظة اكتئاب، لحظة خذلان، لحظة فشل أو لحظة ضعف في الإيمان، ومن ثم تتطور هذه اللحظة إلى حالة ضياع وحقد وكره يتحمل فيها من حوله فشله الذريع ، إنها لحظة محورية يمر بها الإنسان ولا تؤخذ أحيانا على محمل الجد من أسرته أو ممن يحيطون به ويُترك في لحظة يليها لحظة أخرى يتخبط بمفرده إما يكون صيد سهل لرفاق السوء خارج المنزل أو أنه يحاصر نفسه في داخلها عن طريق الإنترنت. وفي كلا الحالتين لا يمكننا إلقاء اللوم على الرفاق فقط  ونتجاهل المسؤولية المهمة للوالدين في عملية التنشئة وتربية أبنائهم. فكلما كان حضن الوالدين هو الأقرب لنفس الإبن، كانت عملية احتوائه وحمايته من كل هذه الأفكار والمشاعر السلبية أسهل وآمن له من أن نتركه ليعبث بعقله في لحظة بحثه عن الاهتمام وغالبا ما يجده خارج محيط أسرته بطريقة أو بأخرى، فهذه هي اللحظة التي تنفجر فيها قوى الشر الكامن داخل الإنسان، وفيها يتحول إلى كيان مدمر لا يتوقف إلا بعد أن يقتل ويقتل بشكل أو بأخر فهذه هي "بداية النهاية".
فالمخدرات هي شر كل بليَّة، فهي تُفسد الحياة الإنسانية وتدمرها قدر الإمكان. كما أنها تحول الإنسان إلى وحش يَفقد السيطرة على نفسه ويسير نحو الهلاك والدمار، فكما تعرّض مستخدميها للكثير من المشاكل الصحية والنفسية، فإنها أيضاً تؤدي إلى الإدمان والتفكك الاجتماعي. وبمجرد أن تدخل في حياة الإنسان، تصبح أول خطوة نحو الإنحراف والإضرار بالنفس.
والمشكلة الكبرى في المخدرات، هي أنها لا تؤثر فقط على المستخدم، بل تؤثر أيضاً على الأشخاص المحيطين به، فلا يكونون في مأمن من اختلاله وسلوكياته غير المعتدلة. فالمخدرات لا تعطي السعادة والأمان، بل بالعكس هي تجعل الإنسان في حالة يأس ويعرض حياته وحياة غيره للخطر.
ولهذا السبب، فمن الضروري توعية المجتمع، خاصة الشباب، بأضرار المخدرات، والحرص على تبني السلوكيات السليمة التي تؤدي إلى بناء المجتمع، وحماية سلامة وعافية الناس. فلا بد للإنسان من التمسّك بالقيم والمبادئ النبيلة، والحرص على تحصين نفسه وأسرته ومجتمعه من هذا الخطر الذي يهدد سلامتهم وسلامة الآخرين.
وكلمتى الاخيرة اوجهها إلى الأباء والأمهات  فأقول التصقوا أكثر بأبنائكم وامنحوهم مزيدا من الاهتمام، وفتشوا فيما يدور في عقولهم بلطف وحنان، وتعرفوا على هواياتهم، طموحاتهم، وشاركوهم آمالهم واسعوا لتحقيق أحلامهم، وحاولوا ان تساعدوهم لاجتياز تلك المرحلة الحرجة من العمر التي يتحدد فيها مستقبلهم، وشجعوهم حتى يصبحوا ممن يساهم في بناء مستقبله وفي تنمية هذا الوطن، حتى لا يتحولون بفعل الإهمال إلى معول هدم. فالجماعات الإرهابية لا ترتكب جرائمها بمفردها بهذه السهولة، بل تتربص كالشيطان لتغدر بكم في أي لحظة تسهون فيها عن أبنائكم.


الكاتب / طارق محمود نواب


اعلامي بشبكة نادي الصحافة


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  337 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة