الخميس, 25 ابرايل 2024 07:35 مساءً 0 156 0
القرار 2728 فضح الغرب وأجهز على مجلس الأمن تماما
القرار  2728 فضح الغرب وأجهز على مجلس الأمن تماما

 

الكاتب / د. فيصل معيض السميري ( الطموح )


 

سوف أبدأ مقالي هذا بطرح عدد من التساؤلات بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2728 والذي دعى إلى وقف إطلاق النار في غزة باعتباره أعلى سلطة على الدول هذّه التساؤلات :-

ما الذي حدث لِمجلس الأمن؟! وما الذي أصاب قراراته؟! ومن الذي أضعف معظم أطرافه الدولية؟! ومن الذي يصنع توجهاته؟! وإلى أي مدى تؤمن به الشعوب والمجتمعات والدول؟! وهل تحولت أدواره، وتغيرت اختصاصاته، وتبدلت مهامه؟! 

 

مجلس الأمن انتهى في نظر الدول والشعوب بعد استخدام حق النقض الفيتو من الولايات المتحدة الأميركية اربع مرات لإيقاف الحرب في غزة ،حتى أصبحت المندوبة الأمريكية منبوذة وهي تستخدم حق النقض الفيتو للإستمرار في حرب الإبادة والمجاعة في غزة ، امريكا التي تطالب بحقوق الإنسان ولم توقفها في غزة بل تساند على انتهاكاتها من قبل اسرائيل . امريكا التي تطالب بحماية المدنيين وتشجع اسرائيل على الإستمرار في قتلهم 

، امريكا التّي تدعم حرب الإبادة في غزة بكل أنواع الأسلحة ، امريكا التي تسمح بالمجاعة في غزة وهي شرطي العالم ، أين القيم التي أشغلتنا بها ولم تحميها في هذه الحرب .

 

مجلس الأمن انتهى بعد أن أصبح حلبة صراع بين أمريكا من جهة باعتبارها ممثلة للغرب وبين روسيا والصين من جهة ، وشفنا عندما قدمت امريكا مشروع قرار لوقف الحرب في غزة وأُجهز عليه من قبل الصين وروسيا بعد أن كان القرار يصب في صالح اسرائيل.

 

مجلس الأمن انتهى عندما لم يساند محكمة العدل الدولية في وقف الحرب في غزة ولم يفرض على اسرائيل إيصال المساعدات 

الطبية والغذائية للمحتاجين في غزة الذين يتضورون جوعا في القرن 21 ، وتنقل قنوات العالم مشاهد الجوع وحرب الإبادة، ولكن مجلس الأمن مُعطل لإن المندوبة الأمريكية بالمرصاد لأي قرار يدعو إلى وقف الحرب وإيصال المساعدات .

 

مجلس الأمن انتهى وهو يشاهد المجاعة في غزة وموت الأطفال 

والناس من الجوع ولم يفرض ويحمي دخول المساعدات الغذائية للمدنيين العزل الذين لاحول لهم ولاقوة ، بل إنه وصل الأمر إلى استجداء اسرائيل ونتنياهو وابن غفير ووزير ماليتهم للسماح بدخول المساعدات من الجو ، وغض الطرف عن اسرائيل عند قتل المدنيين من الفلسطينيين الذين يتسابقون للحصول على وجبة تسقط من الجو ، لإن مجلس الأمن معطل من قبل الغرب وبخاصة الفيتو الأمريكي .

 

مجلس الأمن انتهى وهو يرى اعتداء اسرائيل على دور العبادة وعلى المستشفيات وعلى المدارس وقتل المدنيين العزل داخلها 

دون سبب .

 

مجلس الأمن انتهى وهو يرى استهداف المدنيين في الطرقات بالطيران المسير وتوظيف الذكاء الإصطناعي في تجريب الأسلحة الأمريكي دون رادع من المؤسسات الدولية ، التي تفرض عقوبات مباشرة على الدول عقوبات اقتصادية وعسكرية حتى يتم الإلتزام .

 

مجلس الأمن انتهى عندما يصرح جون كيربي بأن قرار مجلس الأمن رقم 2728 غير مُلزم ، القرار الوحيد منذ 7 اكتوبر الذي مُرر بعد امتناع المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن عن التصويت .

 

مجلس الأمن انتهى، عندما لم يستطع حماية عمال الإغاثة في غزة من القتل والإستهداف المباشر من قبل اسرائيل ، بل إن الغرب وقف متفرج أمام مذبحة عمال الإغاثة قبل ثلاثة ايام ، 

وقبلها القتل الممنهج للإعلاميين الذين ينقلون الأحداث الميدانية 

 والمشاهد المروعة والمجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل للعالم وبخاصة العالم الغربي . 

 

وفي الختام …. مجلس الأمن انتهى من عدة نواحي أهمها :

 

اولاً:- وقوف المندوبة الأمريكية ضد قراراته الداعية لوقف الحرب في غزة، وكإن امريكا والغرب من خلفها لديهم معايير مزدوجة في ( حرب الإبادة والمجاعة وانتهاك حقوق الإنسان وقتل الأطفال والنساء والإعتداء على المستشفيات والمدارس ودور العبادة وقتل المدنيين والصحافيين وعمال الإغاثة ) إذا كان من قِبل اسرائيل فيُعطل القانون الدولي وقانون ألحرب والقانون الإنساني 

وإذا كان من دول اخرى اشتاطت المندوبة الأمريكية.

 

ثانيا :- حرب غزة أعطت لروسيا والصين الفرصة لتعطيل قرارات المجلس التي دول الغرب خلفها ولهذا لم يعد يُعول على قرارات مجلس الأمن ، حتى لو صدرت فإن الأطراف ذات حق النقض الفيتو لها تفسيرها إما تعتبره غير ملزم والتفسير الأمريكي للقرار رقم 2728 شاهد على ذلك ،وبالتالي أصبح تفسير قرارات مجلس الأمن على هواهم .

 

 مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى ، ماتت بعد أن كتب الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية شهادة وفاته . وعطلت قرارات محكمة العدل الدولية حتى تمارس اسرائيل تخصصها في حرب الإبادة ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية واستجدائها في عدم الهجوم على رفح الغزاوية لإنه قتل أكثر 

من 40 ألف أغلبهم نساء وأطفال وعمال أغاثة ومدنيين واصابة اكثر من 100 ألف وتدمير البنية التحتية ، وهدمها وتسويتها بالأرض، هل هدم أكثر من 500 ألف منزل غير كافي حتى الان ؟.

 

 مع أنهم لا دخل لهم في ماقام به / يحي السنوار ومحمد الضيف واسماعيل هنية وخالد مشعل يوم السابع من اكتوبر وتحقيق حلم نتانياهو في البقاء في السلطة واحتلال غزة من جديد لتنفيذ خططهم الادإستراتيجية في الربط بين البحر الأحمر والأبيض المتوسط وتهجير الفلسطينيين ……. والسلام 

 

الرياض مساء الجمعة 

الموافق 2024/4/5

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة