الأحد, 19 فبراير 2023 09:32 مساءً 0 416 0
من هو الإعلامي؟ ..
من هو الإعلامي؟ ..

من هو الإعلامي؟ 


هل هو الرجل الواقف أمام الكاميرا و الذي يلقي الأخبار من القطب الآخر من الكوكب و نراه على شاشة التلفاز؟هل هو الصحفي الذي يمسك قلمه و يبدأ الكتابة عما يحلو له،و يحاول دائماً أن يقترب إلى المواضيع الحساسة و الأخبار الخطيرة ليزيد صيته و ينتشر اسمه؟أم أن الإعلامي يتجاوز مفهوم نقل الأخبار –على الرغم أنها جزء كبير من عمله بل هي العمل كله-و التأليف و النشر دون حسيب أو رقيب؟ ! 
عندما تفتح اليوم شاشة جهازك و تقرر أن تتصفح الأخبار قليلاً فترى آلآف "الإعلاميين"على تويتر أو فيسبوك أو غيرها من المنصات ، هذا يتحدث عن تلك الحرب و يستغل معاناة المهجرين و يوثق مأساتهم لغرض أو لآخر و أبعد ما يكون هذا الغرض عن مساعدتهم ، وآخر أو أخرى تتحدث عن زواج الفنانة كذا و طلاقها ، وآخرون يحللون الوضع السياسي لدولة ما عربية أو أجنبية و يتنبئون بمستقبل هذا البلد و شعبه ، والكثير من الأخبار اليومية التي لا يسعنا المقال لذكرها و تعدادها هنا... هل هؤلاء هم الإعلاميون؟
بالطبع لا ! هؤلاء و كما أحب أن أسميهم "أبواق السوشيال ميديا"و لكي لا نظلم جميعهم فإن الغالبية منهم يخرجون على حساباتهم و منصاتهم و يطلون على متابعيهم بهيئة إعلاميين ينقلون خبراً ما ، لكن الكثير منهم في الحقيقة يبثون السموم و الأخطاء و الفتن ، تحدثنا كثيراً ربما عن هذا الموضوع لكن لخطورته و أهميته لا بد أن نذكر به و ننبه عليه باستمرار. 
على كل حال... إذاً من هو الإعلامي في الحقيقة؟ ! 
في البداية و قبل كل شيء ، فإن جوهر الإعلام هو المصداقية و الحقيقة و الحيادية ، هذه العناصر الثلاثة إذا فُقد أحدها أو لم يحققه الإعلامي أثناء نشاطه فإن منظومته الإعلامية خاطئة ، و عليه أن يصوبها ، بعد الالتزام بهذه القيم الثلاث يحق للإعلامي أو الصحفي أن يُعبر عن رأيه لكن بشرط أن ينوه إلى رأيه في كلامه أو كتابته و يعرضه و يبين أنه رأيه الخاص الذي يحتمل الصحة و الخطأ ، وليس كما يجري اليوم حين يقوم الكثير من المتطفلين على الإعلام بنقل الخبر كاملاً من وجهة نظرهم الخاصة، مجرِّمين هذا و محرمين ذاك وفق أهوائهم .
منذ القدم كانت مهنة الإعلام عبر التاريخ مهنة حساسة و خطيرة  وذات أثر كبير على الدولة و المجتمع ، لهذا وفي الحضارات القديمة كانوا يسلمون مهمة تبليغ الأخبار بين الأقطار لأهل الثقة و الكتمان و الأمانة ، لأن نقل خبر خاطئ او كاذب يمكن أن يسبب حرباً بين دولتين ، و حصل ذلك في التاريخ القديم بكثرة ، فما بالك اليوم حين أصبح الخبر يسافر عبر كوكب الأرض خلال أجزاء من الثانية ! 
التأهيل الأكاديمي أيضاً له دور كبير و مهم في إعداد الإعلاميين والصحفيين المهنيين  والاحترافيين ، فلا يكفي وضع المقررات  وقراءتها على الطلاب بشكل جامد و روتيني  وكأنهم روبوتات عليها أن تحفظ منهج الإعلام أو وسائله أو غير ذلك ، بل عليهم أن يجربوا ، وأن يعملوا ، وأن يبحثوا عن المعلومات و الأخبار و يعدوا حولها التقارير بإشراف أستاذهم ، هذا الأستاذ الذي عليه أن يراقب اخطاءهم و عثراتهم و ينبههم عليها وأن يدرس طريقة صياغتهم و يزرع فيهم قيم المصداقية  والحقيقة والابتعاد عن تحوير الخبر وفق وجهة النظر الخاصة. 
برأيي أنه –وخاصة في عصرنا الحالي-يمثل الإعلام ضرورة بالغة  وحاجة حيوية للشعوب ، ومع هذه الأهمية تأتي خطورة المهنة و حساسيتها  وضرورة إعداد الإعلاميين و الصحفيين الذين سيمارسونها بدقة و اهتمام و احترافية ،  والأهم... بمصداقية! 


الكاتب : بندر محمود نواب                              
عضو صحيفة شبكة نادي الصحافة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

غاليه الحربي
المدير العام
المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة