أم مع وقف الاستعداد
الكاتبة / عواطف الغامدي
بحلول الشهر القادم وبالتحديد في ٢١ من شهر مارس من كل عام يحتفل العالم العربي بيوم الأم.
ومنذ الأزل والبشرية جمعاء قامت بعقد اتفاقية توضح مكانة الأم العظيمة ..وهذه الإتفاقية تنص على الإعتراف بالمجهود البدني الذي تبذله الأم لتلد طفلها ..وبدورها الكبير والفاعل لتكون سبب لاستمرار البشرية على هذه الحياة ..وبالإعتراف أيضاً بفضل هذه الأم ولا ينكر فضلها إلا جاحد ...
لكن هذه الاتفاقية لن تكون ناجحة اذا تم تجاهل باقي بنودها الرئيسية ..ربما ماسأذكره لاحقاً لن يروق لبعض الأمهات ولكنه الواقع ..والإعتراف بالواقع جزء من حل المشكلة ..
ولذلك ومن هذا المنطلق سأطرح عدة أسئلة ربما لم يطرأ على الكثير من الأمهات أن يجبن عليها ..هل كنت مدركة ومستعدة لتكوني أماً كما ينبغى أن تكون الأم ؟!هل كنت مستعدة أن تقومي بتربية هذا الطفل التربية الصحيحة والسليمة والمتوازنة؟! هل كنت مستعدة أن يكون هذا الطفل رقم واحد في حياتك ؟!هل كنت مستعدة نفسياً واجتماعيا وجسدياً لتتحملي مسئولية هذا الطفل ؟!أم أنك كنت تطمحين لهذا الدور من أجل الواجهة الإجتماعية التي فرضها عليك مجتمعك حتى تكون أنثى كاملة في نظرهم.
ولذلك حتى تدركي أهمية أن تكوني مستعدة سأسلط الضوء على دور الأم المؤثر جدا في نفسية طفلها ..فقد ثبت أن تأثير الأم سواء كان إيجاباً أو سلباً يؤثر على نفسية الطفل بالإيجاب أوالسلب ..وستبقى كلماتك وسلوكياتك التي وجهتيها لطفلك في ذاكرته طيلة حياته وحتى مماته ..لأن الطفل ينسى من أطعمه وسقاه وسهر عليه وأنفق بماله وغيرها من المحتوى المادي .
ولكنه أبداً لا ينسى ماقدمتيه له من محتوى معنوي سواء كان باللسان أو اليد ..لا ينسى أنك كنت السبب في إهماله حتى أصيب بالمرض بسبب أنك لا تهتمين بنوعية مايأكل ويشرب ..لا ينسى أنك كنت تفضلين عليه هاتفك وزياراتك وسهراتك ..لا ينسى عينيك المشغولة بأمر آخر وهو يحدثك في موضوع يهمه أن تسمعيه بقلبك قبل أذنيك ويريد سماع رأيك ورؤية تفاعلك من عينيك ..لاينسى أنك كنت ترمين قمامة غضبك وانفعالاتك عليه ...لا ينسى تحقيرك له وسبه ومقارناتك بغيره
هل فكرت قبل ان تكوني أماً أن تطوري من نفسك بالدخول في دورات وقراءة كتب تتحدث عن التربية وعن خصائص المراحل العمرية التي يمر بها طفلك ..هل فكرت أنه من الأهمية أن تقدمي للمجتمع عضواً فاعلاً وليس معطلاً ..هل فكرت في كل ماذكرته ..أم أنك تظنين أن كونك أماً لفظاً يبيح لك ارتكاب المحرمات التي تتجنب القيام بها الأم المستعدة فعلاً ..
عزيزتي الأم :حتى لا تقدمي لمجتمعك محتوى فارغ أو محتوى فاسد كوني مستعدة أن تكوني أماً حقيقية ..أماً تستحق أن تكون الجنة تحت أقدامها ..أماً تستحق أن تكون الأنثى الأغلى قيمة على الإطلاق في عيون كل البشر ...أماً تكون مستعدة..