تحسين بيئة العمل (1ـــ3)

بقلم المهندس / ياسر بن طارق ريس

قد يظن البعض من عنوان المقال وبحكم طبيعة عملي كمهندس أن حديثنا اليوم هو حديث الزوايا والاركان والتطوير والمشروعات وهذا قد يكون خطا لترجمة مفهوم تحسين بيئة العمل فالكلمة الأساسية للعنوان (تحسين) لتعود بالمضمون على (بيئة العمل ) ولإيضاح أكثر شمولية لابد من فصل قواعد الاشتباك بين (تحسين) و(بيئة العمل) حتى لا تختلط الأمور على القارئ فبيئة العمل وفق ما هو متعارف تتشكل من مقومات منها الجغرافي مثل الموقع والمناطق التي تحيط بالعمل ومنها المادي المباني والأثاث والخدمات المساندة خارج المكتب مثل المواصلات والتأمين الصحي والخدمات الرياضية المقدمة للعاملين ومنها الغير مادية «اللوائح والأنظمة والسياسات والأخلاقيات والقيم. وغالبا هذا ما يشكل بيئة العمل. إذا تعرفنا على بيئة العمل نعود لمفتاح المقال والكلمة الرئيسية وهى (تحسين) والاختلاف الجوهري للمعنى الذى قد يذهب اليه قارئ المقال بتفسير المقصود على ان التحسين يرمز إلي مجموعة من المشروعات لبيئة العمل تؤدي الى تحسينها وخصوصا حينما يرتكز علي أن كاتب المقال(مهندس) لهذا كان الفصل والتعريف مهما فبيئة العمل تشتمل على المقومات الجغرافية والمادية والغير مادية وحين نتحدث عن عملية التحسين فليس بالضرورة أن تكون مشروعات لأننا أمام منظومة متكاملة تسعى لتحقيق المناخ المناسب والتحفيزي للعنصر الأهم والمنتج في المنظومة وهو العامل أو الموظف وعند هذا النقطة نتوقف لنبدأ من أول السطر. لقد وصلنا للحلقة الأهم لعملية التحسين وهي العنصر البشرى والذي قد لا يهتم كثيرا بمشروعات التحسين التي يتم اجرائها من فترة لأخرة في ظل احساسه بعدم العدالة والمساواة وضمان الحقوق وبالتالي تتلاشى مشروعات التحسين ويبقى فقط ظاهرها الجمالي دون مضمونها الإنتاجي وهنا تبرز الأهمية للمقوماتالغير مادية من اللوائح والأنظمة والسياسات والأخلاقيات والقيم لتأتى في مقدمة أولويات التحسين وهى تقع في المقام الأول على عاتق الإدارة فعملية تحسين بيئة العمل تشكل فيها المقومات الغير مادية عامل الحسم وعلى القيادة الذكية أن تكون في حالة مراجعة مستمرة للوائح والأنظمة والسياسات والأخلاقيات والقيم لضمان تحقيق العدالة والمساواة وضمان الحقوق، لجميع فريق العمل، الامر الذى يضعنا أمام العملية الأهم للتحسين المستمر والدائم لبيئة العمل ويبقى لنا حديث متجدد لنقاط اخري من تحسين بيئة العمل