نا و مخاوفي ..!!
استشاري الهندسة المدنية
الكاتب / المهندس- محمد سليمان النجار
صحيفة شبكة نادي الصحافة السعودي
عندما نجحت في استعادة ظلي في تلك الليلة الرائعة ، أكتشفت أن الأسلوب الذي طبقته هو ما ساعدني على النجاح ..!! ،
لقد تركته يستعيدني بدلاً من أستمر في اللهاث وراءه ، لقد بدت لي الاستراتيجية واعدة ، ربما يمكن تطبيقها في أمور أخرى ..، لقد بدأت أدرك أهمية ذلك عندما لاحظت أن مشاعر الخوف من أن أفقد ظلي قد بدأت تهيمن ، والأسوأ أنني استيقظت مذعورا تلك الليلة ، لقد تغير ظلي وبدا أكثر عدوانيةً وهو يمعن في مطاردتي ، واستطعت أن استيقظ من النوم بصعوبة وأنا مستمر في الفرار من ظلي ..!!!
وكانت أعمدة ( النيون ) تمعن في الابتعاد عني وأنا أستمر في الفرار ..!! ،
وفي أقصى منطقة تمكنت من الوصول إليها - والتي كانت تسبح في ظلام دامس - أدركت أنني نجحت في التخلص منه وبدأت في العودة إلى المنزل ، وعندما بدأت أعمدة ( النيون ) تقترب مني لا حظت أن ظلي عاد للظهور ولكنه هذه المرة كان يبتعد عني..!!!
شعرت بالارتياح وأكملت المسير وقررت أن أطبق الخطوة الأولى للتخلص من خوفي ، أن أفقد ظلي مرة ثانية ، أو أن يعود إلى عدوانيته ،أخذت وقتاً مستقطعاً ثم بدأت في إعداد كوبٍ من الشاي ، إلا أنني وأنا أدلف إلى المطبخ بدأت أشم آثار لرائحة الغاز ..!!!،
وبدأت في تفحص التوصيلات باستخدام رغوة الصابون ، لا يوجد تسرب، إلا أنني فشلت في إشعال الموقد ..!! ،
فكرت في استخدام الغلاية الكهربائية التي أحبها بسبب فاعليتها وسرعتها في غلي الماء ، إلا أن قراءتي لتحذير عن أخطار المجال المغناطيسي - وأنه قد يتسبب في السرطان -منعني من حتى التفكير في ذلك ، وقررت بدلاً من ذلك أن استلقي في مغطس الحمام لربع ساعة كفيلة بابعادي عن مخاوفي ، فجأة وأنا أستمتع بصوت شلال الماء وهو يتدفق ، انقطع صوت الموسيقى وبدأ الحمام يغط في ظلام عميق ، وبدأ رعب شديد يشلني ..!!!
وتذكرت تعليمات مدربي القدير وبدأت بأخذ نفس عميق ببطء ، وبدأ الخوف من الخوف يتلاشي تدريجياً ، وسرعان ماعادت الموسيقى والنور يضجان في وقت واحد ، واستمريت في الاستلقاء في المغطس لمدة عشرة دقائق ، ثم ارتديت روب الحمام وبدأت في تطبيق الخطوة الثالثة وقفت أمام المرآة وأطفأت النور للتغلب على خوفي من الظلام ، إلا أنني - ولسوء الحظ - عجزت في الظلام عن الاهتداء لموقع الباب أو موقع مفتاح النور ، واصطدمت بسلة المهملات ، ووجدت نفسي ممدداً على أرضية الحمام ، عاجزاً عن الحركة ، لقد كانت النصيحة الرابعة لمدربي هو تخيل الأسوأ ، وتخيلت أن السقوط تسبب في كسر عمودي الفقري وتسبب لي بالشلل ، وفعلاً بدأت بتحريك أصابع رجلي للتأكد من ذلك ، وعندما تأكدت أنها تتحرك ، شعرت بارتياح بالغ هزم كل مشاعر الخوف ، وبدأت بالنهوض ونجحت في الخروج من الحمام ، واتخذت قراراً برفع قضية على مدربي الذي كادت تعليماته أن تتسبب لي بشللٍ دائم ..!!!