المجتمع وضغوط التغيير ..!!!
الكاتب / احمد سليمان النجار
صحيفة شبكة نادي الصحافة السعودي
كُلما ضَعُفَ الإيمان بالله في النفوس ، وَعجزَ التعليمُ عن مواكبة التغيرات المتتالية المتسارعة ، وكان تركيزهُ مُنصباً على الكم لا الكيف ، وعلى العلوم المادية الصرفة ، متساهلاً - ولو بغير عمد - في العلوم الروحانية والأخلاقية ،
وكلما كانت التربية ضعيفة قاصرة متهالكة لاتُقدم إلا منظومة هشةً للغاية من القيم والأخلاق التي لاتحمي صاحبها ولاتحمي المجتمع منه ، كلما كانت العلاقة الطردية بين الضغوط - بجميع أنواعها ، حتى ولو كان الدافع من خلفها إيجابياً على المدى المتوسط أو البعيد - والتي تُحدِثُ تغييراً مفاجئاً وصعباً وسريعاً في حياة الناس ،
وبين تردي سلوك الناس وميلهم نحو الجريمة والقسوة والأنانية والعنف والفساد وحب الذات واللا مبالاة والمادية البغيضة ، مع غياب المبادرة والإيثار والبذل والعطاء والرحمة والتعاطف والتقدير والتعاون والاحترام ، والرغبة في تطوير الذات ، ويغدو السؤال الأهم عند الفرد لأي عمل يقوم أو لايقوم به : بكم ؟!! كلما كانت تلك العلاقة الطردية مرعبة مؤلمة قاسية ..!!
أي تغيير لابد أن يكون معه ضغوط مختلفة القوة ، والتغيير مطلب هام للغاية ، وحتى نتمكن من كبح جماح هذه العلاقة الطردية المخفية والتخفيف من أثرها السلبي ، لابُدَ أن تتحرك جميع الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص وعلى رأسها المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والأمنية والجهات الخيرية ، وغيرها ، لتقديم برامج حكيمة ومثمرة وحقيقية وفاعلة ، لكل أفراد المجتمع من سعوديين وغير سعوديين ، تساعدهم على التعامل الأفضل مع تلك الضغوط وتخفف منها ، وعلى التعامل الرشيد مع التغيرات ، وتمد لهم يد العون لتجاوز المراحل الانتقالية ، عن طريق الدعم المادي والمعنوي ، والتوعية ، والإرشاد ، وتكثيف عمل الأجهزة الرقابية وتفعيل القوانين ، مع ضرورة وجود خطٍ موازٍ للمراقبة الحقيقية والمتابعة الجادة وللعقوبات الصارمة إن دعت الحاجة لذلك ..