السبت, 21 ابرايل 2018 04:13 مساءً 0 686 0
ارحموا معلم قوم ذل!!!
ارحموا معلم قوم ذل!!!

ارحموا مُعَلِمَ قومٍ ذَل ..!!! 

 الكاتب/احمد سليمان النجار -جدة  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ياأخوان قدَّرَ اللهُ علينا وأصبحنا معلماتٍ ومعلمين , ويعلمُ اللهُ أننا ماوقفنا أمامكم إلا بعد أن أرهقنا الحالُ وأعيانا الوضع ..!! 

عندما تخرجنا من جامعاتنا وكلياتنا كان التعليم أحد الخيارات الجيدة للغاية والمتاحة أمامنا , فأقدمنا عليه ونحنُ يحدونا الأمل بأن نصنعَ لنا حياةً أفضل وبأن نُقدِمَ لوطننا العظيم - الذي يسري حبه في دمائنا - كل مانستطيع لبناء أجيالٍ تخدمُ الوطن وتُسهِمُ في رفعته وتبني مجده وتواصل العطاء والرفعة والتميز .., فانخرطنا في هذه المهنة التي كنا نظنها مهنة مقدسة , وأنها مهنة الأنبياء والرسل .., فلقد خَدَعَنا إرثٌ ضخمٌ يُقدِسُ المعلمَ ويرفعُ من شأنه ويدعو إلى تقديره واحترامه ويُحَذِرُ من إهانته وتحقيره والعبث به , ونشكو إلى الله أحمد شوقي حين قال :

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا 

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا 

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي 

يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا 

 

فمضينا مختالين نُحلقُ بأجنحة الكرامة ونخطو بأقدام العزة , وماعلمنا أن كل هذا حديثٌ للاستهلاك فحسب ..!! 

ولكننا وعلى الرغم من كل ماقابلناه وعانيناه واحتملناه وصبرنا عليه , فمعظمنا – إناثاُ وذكور – قد تعين على غير درجته المُستحقة , وبعضنا على البند , وقد قضى – معظمنا - فترة ليست بالهينة في مناطق بعيدة عن سكنه , ومعظمها مناطق نائية , والوصول إليها صعبٌ للغاية , والحياة فيها أصعب , احتملنا ذلك بكل الحب , وكنا نسمع بين كل فترةٍ وفترة بدماء معلماتٍ طاهرة بريئة تسقي الإسفلت المتوحش , فيتركن خلفهن أيتاماً صغاراً وتتمزقُ حياتهن وتنتهي شر نهاية ..!! 

 

عملنا في ظروف لن يستطيع أي موظفٍ في الكون العمل بها ولو كان راتبه الشهري مساوٍ لوزنه ..!! 

مبانٍ مُستأجرة , فصولٌ مكتظة , إمكانات قليلة , ظروف صعبة للغاية , صيانة هزيلة , مُخصصات لاتفي بربع متطلبات عملنا داخل الفصل , وكنا نسد العجز من رواتبنا بكل سعادةٍ وحب ..!!! 

مع أننا نعلم يقيناً أن ميزانية التعليم هي الميزانية الأضخم بين كل الميزانيات , وكنا نقول بأن الصيانة والتشغيل مُكلفة للغاية , ولم يتبقَ الكثير ليُنفَقُ على متطلبات التعليم الحقيقية ..!! 

 

لم نلتفت للمغرضين الذين كانوا يشيعون بأن ميزانية صيانة مدرسة صغيرة , تكفي لبناء أكثر من مدرسة بكامل تجهيزاتها , لم نكن نلقي بالاً لمن ينعقُ بأن الصيانة متهالكة ومزيفة وتحتاج إلى صيانة , وأنها تنتقل كالكرة من قدمِ مقاولٍ إلى آخر إلى آخر حتى ترسو بين أقدام عاملينِ من جنسية أسيوية تراهما ولسنوات يرتقيان قطعة خشب والهواء يعبثُ بزيهما التقليدي ..!!! 

وتتحول المدراس إلى مسائية طوال تلك السنوات , ثم عندما تنفرجُ الغمة وتعود لمبناها في الصباح , لايلبث المبنى أن يعلن – بكل فخر – عن مشاكل لاتُعدُ ولاتُحصى ..!!!!! 

لم نكن نُصغى لمروجي الشائعات الذين مانفكوا يشيعون عن سوء دورات المياه في مدارسنا وعن الأجهزة وعن النقص الرهيب في كل متطلبات المدراس ..!! 

عن التأخر في الصيانة لوقتٍ طويل , ثم إذا تحرك الفريق كانت المبالغ ضخمة والصيانة عبثٌ في عبث ..!!!! 

لم نتوقف يوماً عند من يحاولون إقناعنا أن مايُخصصُ للمدارس للنظافة والعناية بها لايكفي إطلاقاً ..!! 

وأن بعض المدراء يضطرون إلى الطلب من بعض أولياء الأمور لتغطية كل هذا ..!! 

لم نصدق أبداً كل ناعقٍ ينعقُ بأن هناك هدرٌ مخيف للغاية في الطباعة وفي البرامج والفعاليات ..!! 

لم نصدقهم ولن نفعل , وكنا نعمل بكل الحب والبذل والعطاء والتفاني والإخلاص .. صحيحٌ أن من بيننا من كان لديهم خللٌ أو قصورٌ , ولكنهم نسبة لاتكادُ تذكرُ مقارنة بعددنا الضخم ..!! 

وظللنا نعمل بنفس الروح المبادرة المعطاة حتى عندما بدأ التعليم يهرولُ مسرعاً نحو الشكليات والبهرجة والأسماء التي تحكي انتفاخاً صولة الأسد .., وبدأنا بالاستراتيجيات , وبدأ العمل يتكاثر بالانقسام والمهام تتوالد دون توقف , والقرارات التي تكشف أن لاعلاقة لمتخذها بالميدان تهطل كالمطر يرققُ بعضها بعضاً ..!! 

وبدأ زمن التصوير , وماأدراك مالتصوير ..!! 

وبات المعلم الجيد والمعلمة الجيدة هما من يجيدان التقاط صورٍ وتركيب مشاهد ( فيديو ) ..!! 

لم نتذمر , لم نشكو , لم نعترض , لم نتوقف , وحاولنا جاهدين مواكبة هذه التغييرات , وحملناها على محمل التطوير والتجديد والارتقاء بالعمل .. 

ثمُ صُدمنا بأن هناك محاولات لمعاملتنا , ليس كموظفي دولة فحسب , بل كموظفي القطاع الخاص ..!!,

مع أننا لانتمتع بكثير مما يتمتعُ به موظفو القطاع الخاص من بدلات ومكافآت وتأمين صحي وبدل سكن وتجهيزات تمكنهم من العمل بالشكل المطلوب ..!! 

وكانت الصدمة أشد عندما علمنا أن علاواتنا مرتبطة بتقييم شخص أو مجموعة أشخاص , وبغض النظر عن إمكانية عدم أهليتهم للحكم علينا , وعن أن التقييم قد يكون مبني على محاورغير منطقية وغير عملية ولاتكشف الأداء الحقيقي بقدر ماتكشف القدرة عن التصنع ..!! 

ومع أننا كمعلمين ليس لنا إلا هذه العلاوة التي تُسهم في تحسين رواتبنا , ومعظمنا قد ارتبط بقروض بنكية إما لتسيير حياته أو لكي يجد له ولأولاده مأوى يؤيهم ..!! 

وليت الأمر توقف عند هذا , بل بدأنا نلحظ أن صُناع القرار يصرون إصراراً مستميتاً على تحويلنا فعلاً إلى مجرد موظفين لاأكثر ولاأقل , ودع عنك ترهات أحمد شوقي وغيره ..!! 

وكأنهم قد أصاغوا السمع لمن يهاجم المعلمين إما لأنه كان معلماً وفشل في هذه المهنة فشلاً ذريعاً أو أن لديه مواقف شخصية يغطيها الحسد ..!! 

أو أنهم قد ظنوا أن المعلمين والمعلمات هم سبب هدر الميزانيات وأرادوا أن يوقفوا هدرهم ..!! 

 

كنا قديماً نطالب بعودة هيبة المعلم وتقديره واحترامه , وبتنا اليوم نقول أرحمونا من تصريحاتكم الاستفزازية , وقراراتكم الغريبة ..!! 

 

كل هذا لايعني أننا ننكر الكثير من جهود الوزارة الرائعة وماقدمته ومازالت تقدمه عبر أجيالٍ مضت ، ولكننا نطمع بالأفضل والأكمل .. 

 

*** رسالةٌ إلى أمير العبقرية والتطور والنهضة الحديثة لبلدنا العظيم , إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه .. 

نحن على يقين تام أن سموك تملك من عمق الفهم والوعي والإدراك مايكفل لسموك بإدارة قارات بكفاية عالية جداً وليست المملكة فحسب , ونعلم يقيناً مكانة التعليم عند سموك وحرصك عليه , وأن سموك يرى في التعليم الحصان الأسود الذي لن يخسر رهاناً عليه أبداً , وأن سموك يعلم يقيناً أن المعلمة والمعلم هما أهم مؤثر في بناء الجيل وتحريك النهضة وتحقيق أهداف الرؤية العظيمة , وأنهما لابد أن يُعاملا معاملة خاصة ليست كمعاملة أي موظف في الدولة , وأن عملهما مبني على روح المبادرة والبذل والعطاء والتفاني والاخلاص , وأنهما يتعاملان مع أهم وأخطر عنصر من عناصر المجتمع , وأن أي إساءة لهما أو انخفاضٍ في تقديرهما أو استهانة بدروهما سيقتل – وبلا شك – هذه الروح المُبادرة , وسيحولهما إلى موظفين حقاً , أملنا في سموك – بعد الله – عظيم أيها المبعوث خيراً لهذه البلاد , ونعلمُ تماماً أن سموك لن يدعَ الأمور تمضي على النحو الذي تمضي عليه الآن , وأن سموك ستتدخل بكل روعة وذكاء وعظمة سموك لتُعيد لكل معلمة ومعلم مكانتهما التي يستحقانها , وستحميهما من كل انتقاص أو إهانة , وأن سموك فعلاً ستُعيد لأحمد شوقي مصداقيته فيما قاله عن المعلم .. 

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا 

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا 

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ 

من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
ارحموا مُعَلِمَ قومٍ ذَل ..!!! ، الكاتب احمد سليمان النجار ، المدينة المنورة ، شبكة نادي الصحافة السعودب

محرر المحتوى

غاليه الحربي
المدير العام
المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة