الشخصية الضعيفة والإرشاد السياحي
الكاتب/ عبدالله عبدالهادى البخارى
تشرفت في صباح يوم الخميس ٠٩/ ٠٧/ ١٤٤٦ هـ الموافق ٠٩/ ٠١ / ٢٠٢٥م بالمشاركة بمداخلة عبر إذاعة “نداء الإسلام” في برنامج “أنفاس الصباح”، وهو برنامج يومي متنوع يهدف إلى خدمة المجتمع.
وتناولت الحلقة موضوعًا مهمًا وهو *ضعف الشخصية*، وشاركت باسم برنامج خدمة المجتمع التطوعي بصحيفة شبكة نادي الصحافة الإلكترونية ، حيث ركزت مداخلتي على تعريف الشخصية الضعيفة، وأسبابها، ودور الأسرة في بنائها ، أو إضعافها، مع تقديم مثال تطبيقي عن تأثير ضعف الشخصية في مجال الإرشاد السياحي.
*تعريف ضعف الشخصية وأسبابها*:
استهللت المداخلة بتعريف *الشخصية الضعيفة* بأنها حالة تتسم بالتردد، والخوف من اتخاذ القرارات، والإعتماد المفرط على الآخرين، مع نقص واضح في الثقة بالنفس.
ثم تناولت أسباب ودوافع ضعف الشخصية، وأبرزها:
1. التنشئة الخاطئة:
فالتربية التي تعتمد على النقد المستمر أو الحماية الزائدة تؤدي إلى ضعف الشخصية.
2. غياب الدعم العاطفي:
شعور الطفل بالإهمال أو عدم التقدير يُضعف ثقته بنفسه.
3. التجارب السلبية:
التعرض للتنمر أو النقد الجارح يترك أثرًا عميقًا على النفسية.
4. الخوف من الفشل:
زرع الخوف في الطفل من ارتكاب الأخطاء يجعله مترددًا في مواجهة التحديات.
*ضعف الشخصية عند الشباب*
ثم انتقلت بعدها للحديث عن ضعف الشخصية عند الشباب، حيث أكدت أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على:
• التعبير عن آرائهم بحرية.
• اتخاذ القرارات المصيرية.
• مواجهة التحديات بثقة وثبات.
وأوضحت أن ضعف الشخصية يجعل الشباب أكثر عرضة للتأثر السلبي بمحيطهم، مما يحد من فرصهم في تحقيق النجاح والتميز.
*دور الأسرة في بناء أو إضعاف الشخصية*
تحدثت عن دور الأسرة (الأب والأم معًا) في تشكيل شخصية الأبناء. وأوضحت أن الأسرة هي البيئة الأولى التي تُزرع فيها بذور الثقة بالنفس أو التردد، وركزت على النقاط التالية:
1. أسلوب التربية:
التشجيع والثناء على الإنجازات الصغيرة يُعززان ثقة الطفل بنفسه؛ بينما النقد السلبي والإهمال يؤديان إلى انعدام الثقة.
2. تعزيز الاستقلالية:
إتاحة الفرصة للطفل لاتخاذ قرارات بسيطة يُنمّي لديه حس المسؤولية.
3. القدوة الحسنة:
عندما يرى الطفل أبويه كنموذج يُحتذى بهما في الثقة والعمل، فإنه يتعلم منهم هذه الصفات.
*دور الأم في بناء أو ضعف شخصية الأبناء*
في هذا السياق، طرح المذيع سؤالًا حول دور الأم تحديدًا في ضعف الشخصية. أجبت بأن دور الأم محوري جدًا، فهي المسؤولة عن الجوانب النفسية والعاطفية للأبناء. وركزت على النقاط التالية:
1. الدعم العاطفي:
الأم التي تُظهر الحب والاحتواء تُعزز شعور الأبناء بالأمان والثقة بالنفس.
2. الحماية الزائدة:
رغم أهمية حماية الأبناء، فإن الإفراط في الحماية يُضعف شخصياتهم، حيث يصبحون معتمدين بشكل كامل على الأم في مواجهة تحديات الحياة.
• الحماية المفرطة تزرع الخوف في نفس الطفل وتمنعه من تحمل المسؤولية.
3. التوازن في التربية:
التوازن بين الحماية والاستقلالية هو الحل الأمثل، حيث يجب على الأم أن تمنح الطفل مساحة ليخطئ ويتعلم من أخطائه.
4. تعليم تحمل المسؤولية:
الأم التي تعطي أبناءها مهام تتناسب مع أعمارهم تُسهم في تنمية حس المسؤولية لديهم.
*ضعف الشخصية في الإرشاد السياحي كمثال*
لإثراء النقاش، قدمت مثالًا عمليًا عن تأثير ضعف الشخصية في مجال الإرشاد السياحي. أوضحت أن بعض المرشدين السياحيين يُظهرون ضعفًا في شخصياتهم من خلال:
1. الاتكال على الآخرين:
عدم السعي للترويج لأنفسهم وخدماتهم، والاعتماد على زملائهم.
2. إلقاء اللوم على الظروف:
تفسير قلة الطلب أو ضعف المردود المالي بالتكتلات بين المرشدين أو الظروف الاقتصادية.
*في المقابل، المرشد السياحي ذو الشخصية القوية يتميز بما يلي:*
• العمل الجاد والمثابرة:
• لا يستسلم للظروف، بل يعمل على تحسين خدماته وتطوير مهاراته.
• التفاؤل والثقة بالله:
• يتبنى شعارًا إيجابيًا مثل:
“اعمل وسوف توفق بإذن الله، وما كان لك سيأتيك إلى حدك.”
• التعامل مع النقد:
• يستفيد من النقد البنّاء لتحسين أدائه، ويتجاهل النقد الهدام.
*رسائل ختامية*
اختتمت المداخلة بعدة رسائل مهمة لبناء الشخصية القوية:
1. كن دائمًا مع الإيجابيين:
• الرفقة الإيجابية تساعدك على تطوير ثقتك بنفسك.
2. كن دائمًا مع الله:
• التوكل على الله والثقة به يمنحانك القوة لمواجهة الصعوبات بثبات.
3. اعمل الصح ولا تبالغ في الاهتمام بآراء الآخرين:
• اعمل بما تراه صحيحًا، ولا تُعطي آراء الناس وزنًا أكبر من اللازم، حتى لا تتأثر سلبيًا.
*كلمات إلى أمي*
في ختام حديثي، أود أن أقول:
أمي الحبيبة، كنتِ الحماية والدعم في حياتي، وغيابك ترك فراغًا كبيرًا. رغم رحيلك، ما زالت كلماتك تضيء طريقي، وما زلت أستمد القوة من حبك وإرشاداتك. رحمكِ الله وأسكنكِ فسيح جناته.