الكاتبة الدكتورة - هدى المعاش
إن مما لا شك فيه إن حق الإنسان على نفسه أن ينزلها خير منازل ويتخير لها أفضل الرفاق رفيق يرفق به وصديق يصدقه يحيط نفسه بالشخصيات الإيجابية ، من تزهر الحياة بالقرب منهم ، من يفتح الحوار معهم آفاق جديدة ، ويكتشف وجودهم عن مكامن الجمال في النفس ؛ هؤلاء فقط من تزداد جودة الحياة بالقرب منهم فجوار سليم الصدر ، أديب اللسان ، كثير الإحسان يعكس على الروح الجمال وعلى العقل بالكمال ، فالسعادة سلوك مكتسب حسب الدراسات الحديثة في علم النفس الإيجابي ، يمكن للمرء إتقان السعادة بالدربة ومخالطة الإيجابين وهو أيضاً مصداق لمقالة خير الخلق اجمعين صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ) فهذه الصفات مكتسبة ومخالطة أصحابها تساعد في اكتسابها فقد قيل قديماً جاور السعيد تسعد فتأثير الجليس الأنيس والشريك الراقي يظهر على المرء ، ويرقى به في معارج الكمال . وخلاف ذلك مجاورة لئيم الطبع ، كثير الشكوى والذم ، المتجاوز لحدود الأخرين ، وللآداب فإنه مرهق للروح ، ومجلب للنكد .
وقد أستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من صاحب الخديعة لأنه إذا رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها فتجدهم يتناقلون الأخبار السلبية ، والكوارث . ومن يجلس في مجالسهم يظن إن الحرب العالمية الثالثة قامت ! وإن الخير انعدم من الوجود وما ذاك إلا انعكاس لسوء سريرته ، وخبث طويته
فإذا ابتلى المرء بشيء من هؤلاء السلبيين مما يجيدون فن التعاسة بامتياز!
فحري به أن يتوخى الحذر ، ويفر مهم فراره من الأسد ، وإخراجهم من دائرة الإهتمام ، وتقليص العلاقة بهم ؛ حفاظاً على صحتك النفسية .
واختر لروحك أليف الروح ، صافي السريرة، نقي القلب فإنهم من أفضل الناس كما قال صلى الله عليه وسلم : (أفضل الناس كل مخوم القلب صدوق اللسان ).