الأحد, 18 أغسطس 2024 06:25 صباحًا 0 138 0
كنوز القلب ..
كنوز القلب ..
كنوز القلب ..

 

الكاتب - المستشار - مشبب ناصر المقبل


 

وعادت أيام الدراسة والعلم والمعرفة، فلذات الأكباد وكنوز القلب ،أحبابنا الصغار الذين يستعدون لأول مرة لبدء معترك الحياة ، كم الأيام والسنين ونحن ننتظر هذه اللحظات للإنضمام لمقاعد الدراسة في مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي ، أو الإنطلاق في الصفوف العليا،

هي لحظات مؤثرة للوالدين ونحن نقص شريط الإنطلاقة لآمالنا القادمة للطموح لتحقيق ماعجزنا عن تحقيقه نحن الأباء ،، وهي كذلك مرحلة شاقة ومخيفة للأطفال الصغار الذين يبدأون ويتركون دفْء واحضان الأسرة والوالدين والإخوان ويبدأون مرحلة التعرف إلى بيئة جديدة والإندماج فيها وفي مبانيها الجديدة، ومرافقها الجميلة وإلى جو جديد إلى معلمين أو معلمات أول مرة يقابلونهم ، وتتعدد أمامه الشخصيات والأقران والاصدقاء ، ينتقل من جو البيت الممتع الذي يمارس حريته بين ابتسامات ودلال اسرته ، فينتقل إلى بيئة تريد منه أن تعلمه الإنضباط وقوانينها الخاصة ، وتهيء جيل قادم طموح وصالح لحمل الأمانة وحتى نترجل عن صهوة الجياد وفلذات الأكباد يأخذون الأمانة ، ومن فضل الله علينا في بلاد الخير وهذا الوطن العظيم الذي قدم كل الإمكانيات وذُللت السبل لتحقيق هذه الرؤية والطموح وقد هيأت وسنت وزارة التعليم سُنة تربوية حسنة بأن تجعل أول أسبوع دراسي أسبوع تمهيدي ( تهيئة) وهي تشبه المرحلة الإنتقالية من جو البيت على اختلاف بيئات الأسر إلى بيئة تُعلم قوانين أسرة المدرسة والفصل الذي رئيسه المعلم أو المعلمة وإلى زملاء الدرس ، ولكي يسهل على الطفل هذا الجو الجديد هو دور الوالدين العظيم بأن يبدأوا يحكون لصغيرهم عن بيئة المدرسة وأن يبدأ يعتمد على نفسه ويحافظ على حقيبته وأدواته وطعامه وأن يتعلم فنون الإستئذان وفنون التعامل مع من هم أكبر منه ، ويبتعد الوالدين عن الطلطلة ورفع الحزام الأمني عن الطفل حتى يخوض برمجة الحياة على ايادي مختصة ،

ومن خبرتي التعليمية فإن الأب والأم لهم دور عظيم في تهيئة أطفالهم بشكل مباشر وايجابي بالتمهيد البسيط عن جو المدرسة والمعلم والزملاء وعن جمال الإسبوع الأول وحصص الرياضة وما شابه ذلك ثم قبل أن ينتهي الأسبوع الأول يبدأ الحديث عن الكتب والدراسة الجادة وأنهم أصبحوا كبار يعتمدون على نفسهم وبدأوا مشوار الحياة في أول درجاته .

قد يكون الوالدان بعض الأحيان يعيقون سرعة تأقلم اطفالهم مع المدرسة عندما يبدون عاطفة كبيرة ويهندلون الطفل ، ولا يمنعوا ملعقة الحنان والدلال من فمه ،

ويكون الوالدان هم الذين يحتاجون أن يتعلموا أولاً عن فك التعلق وانضباط عواطفهم الأبوية تجاه الفارس القادم حتى يستطيع الطفل أن يمر بمرحلة الإنفصال الدراسي بسلام.

وكذلك يمكن للولدين أن يستعينوا بمشاهدة افلام عن المدرسة وأن التعليم مهم في حياة الإنسان وهو من صنع العظماء الذين يعرفهم الطفل ، وعمل برنامج مناسب لمتابعة الأبناء ، والبرامج والقنوات الهادفة التي تثري عقله ؛ ومعرفة ماذا يشاهدون وماذا يتابعون وماهو الأثر الذي نطمح أن نراه على سلوك اولادنا أسأل الله العون للجميع على حمل هذه المسؤولية العظيمة والقيام بدور ايجابي تجاة ورود وأشبال اليوم بناة وقادة المستقبل ،

فلنستعد ومن اللحظات الأولى لجعل الطفل هو من يعتمد على نفسه ونجهزه لخوض التجربة بروح التفاؤل والسعادة 

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة