شبكة نادي الصحافة السعودي ....
...
بقلم : منصور جبر
@mansourjabr
الكون خليط من تناغم الألوان ، فهو منسجم مترابط متماسك ، تتأمل في المجرات والنجوم التي التقطها هابل فتجد لوحات فنية جميلة أخاذة ساحرة تخطف لُبَّكَ بألوانها وبهائها { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } .
تنزل إلى كوكب الأرض فيفتنك جناح فراشة ، أو ذيل طاووس ، أو لحظة غروب ، تذهب إلى الصحراء القاحلة الجرداء ورمالها ، فتقف حائراً أمام اللون البرتقالي والأصفر وهو يرسم لك أخاديد الأرض وتقلبات الزمن في ذرات صغيرة متراصة تحتضن كل واحدة أختها ، تغدو أمام جبل أشم شامخ فتذهلك ألوان أحجاره ومتعرجاته ومنحدراته ما بين البني والرمادي والأسود والزرقة والخُضرة والبياض { ومن الجبال جُدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود } ، تذهب إلى النهر العذب فتحتار من ماء صافٍ ينساب في جمال لا لون له ولا طعم ولا رائحة ، تنزل إلى قاع البحر فترى ما لا يخطر ببالك ، ولا يستوعبه عقلك ، من جمال وتشابك وتناثر ألوان بإحكام وإتقان رهيب .
تنظر يمنة أو يسرة فترى أشجاراً بألوان متنوعة وأوراق مختلفة ، وتميُّز كل ثمرة بلون فريد فلا تجدُ نفسك إلا ذاهلاً مشدوهاً .
تقف لحظة وتنظر في نفسك فتجد كل ألوان الطبيعة في ذاتك ، شعرك وعيناك وجسدك وأظفارك وقلبك وكبدك ودمك وكريات دمك البيضاء والحمراء والخلية وألوانها وغيرها من الأسرار والعظمة { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } .
لو مكثت طيلة عمرك تتأمل في تناغم وانسجام ألوان ورقة شجرة واحدة ، أو ريشة طائر جميل لما أسعفك الوقت .
إننا أمام خالق جميل ، أبدع خَلقَه ، وأودع فيه ألوانا ساحرة تدلنا على جماله ، نستلهم منها الحب والتناغم والانسجام والجمال والتعايش والسلام .