الكاتب - خضران الزهراني
يعد يوم التأسيس السعودي مناسبة وطنية غالية على قلوب جميع أبناء المملكة العربية السعودية، إذ يمثل نقطة مفصلية في تاريخ المملكة، ويحتفي في 22 فبراير من كل عام بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام 1727م. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد حي لعمق الجذور التاريخية للمملكة، التي تمتد إلى مئات السنين من العز والفخر، ويعد رمزًا للهوية الوطنية التي نعيشها اليوم بكل عز وشموخ.
في يوم التأسيس، نعود إلى اللحظة التي بدأ فيها الإمام محمد بن سعود بتوحيد القبائل، مستندًا إلى أسس من العدل والحكمة، مؤسسًا بذلك دولة قوية ومزدهرة قامت على ركيزة من الشريعة الإسلامية، التي أرسى دعائمها المؤسس الأول، وواصلت الأجيال اللاحقة من أبناء المملكة تعزيز هذا البناء العظيم. كان يوم التأسيس هو بداية لتوحيد بلاد شاسعة تحت راية واحدة، لتبدأ المملكة منذ تلك اللحظة في مرحلة جديدة من النماء والازدهار.
يوم التأسيس لا يتوقف عند مجرد ذكرى لحظية، بل هو فرصة للوقوف مع الذات، واستحضار ما حققته المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، ويدفع الأجيال القادمة إلى الشعور بأهمية هذه اللحظة التاريخية. ففي هذا اليوم نستذكر البطولات والتضحيات التي قام بها الأجداد لوضع اللبنة الأولى لهذه الدولة الشامخة، وكيف استمر البناء والتطور عبر العصور حتى أصبحنا اليوم في دولة قوية اقتصاديًا، ثقافيًا، واجتماعيًا، تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل.
إن يوم التأسيس يمثل أكثر من مجرد احتفال بالإنجازات التاريخية، بل هو مناسبة لتجديد الولاء والانتماء، ولتعميق فهم الأجيال الجديدة لمفهوم الوطن وأهمية الحفاظ على تراثه وقيامه. ويُعد اليوم فرصة لتعليم الشباب كيف أن هذا الوطن بُني على أسس من التضحية والمثابرة، وكيف أن القيم الراسخة التي أسسها الأجداد لا تزال تعيش فينا، وتُسهم في توجيه المسيرة الوطنية نحو آفاقٍ جديدة من التطور.
الفعاليات التي تُقام في يوم التأسيس ليست مجرد أنشطة احتفالية، بل هي محطات لتسليط الضوء على تاريخ المملكة العريق، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث آبائهم وأجدادهم، ومشاركة القيم التي نشأت عليها الدولة السعودية الأولى. من المسيرات التراثية إلى العروض الثقافية والفنية، يبرز في هذا اليوم الترابط بين الماضي والحاضر، ويعكس صورة المملكة في تطورها وازدهارها.
يوم التأسيس هو يوم نُجدّد فيه العهد على حب الوطن، ونؤكد ولاءنا لقيادتنا الحكيمة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود، حفظهما الله ورعاهما. هما اللذان يقودان المملكة اليوم نحو المستقبل بتفانٍ ورؤية طموحة، ويواصلان رحلة البناء والنهضة التي بدأت في ذلك اليوم التاريخي على يد الإمام محمد بن سعود.
إن هذا اليوم ليس فقط ذكرى للتاريخ، بل هو أيضًا حافزٌ للأجيال القادمة لمواصلة مسيرة الإنجازات، وهو رسالة فخرٍ واعتزاز بماضي الوطن، وقوةً وحيويةً لمستقبلٍ مشرق تحت راية التقدم والازدهار، في ظل رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع مكانة المملكة بين الأمم.
يوم التأسيس السعودي، هو يومٌ يجسد الوحدة الوطنية، ويؤكد على أن المملكة العربية السعودية، بما تحمله من تاريخ عريق وقيم أصيلة، ستظل دائمًا في مقدمة الأمم، محققة المزيد من الإنجازات على كافة الأصعدة.