الكاتبة - هويدا الشوا
بداية العلاقات السامة تمثل بقعة ضوء خافت تظنها بجهلك نوراً.
نهاية العلاقات ليست أسوأ من بداياتها فالعلاقات المعقدة
تبدأ بقصة تجذبك أحداثها حتى تندفع بداخلها لتدفعك بدورها نحو الهاوية.
تبدأ بإعادة برمجة عقلك ثم تسيطر على منطقة اللاوعي لديك فتبث لك أحداث تود أن تحدث ومشاعر تود العيش معاها لتساومك عليها لاحقا
فتقول إن منحتك جرعة بسيطة من الإهتمام ما الذي سأحصل عليه بالمقابل ؟ وهنا يبدأ مزاد المساومة
فتمنح أنت حباً بلا حدود مقابل دقائق معدودة بل مسروقة من الإهتمام الوهمي.
فتعيش قصة أنت وحدك بطلها تديرها في خيالك وهى تتحكم بك في واقعها لتحقق لها كل أمنياتها فتطبق عليك كل تجاربها القاتلة وتستمر أنت بالمقاومة.
والكل بصوت واحد توقف يا أحمق
وأنت مازلت تضع سدادات في أذنك
وتسير نحو الهاوية مسرعاً كطفل يركض في ليلة عيد تسقط وتقف لاشيء يوقفك وفى الطريق تسقط كبريائك وماء وجهك وضحكاتك وخوفك وسعادتك وألمك
تتجرد من كل الشعور وتصبح مُلكاً لللاشعور.
هذا ليس حلما ولا واقعا حتى ؛
هذا وهم وخدعة ما الذي قادك إليها؟ لا تعرف
كيف تخرج منها ؟ أيضا لا تعرف
كل ما تعرفه أنك فقد قطعة من داخلك لايمكنك نحتها أو ترميمها فقدت جزءك الأكبر في معركة مع اللاشيء .
حينما تعرف من عدوك في هذه العلاقة تجد ألف طريقة لمحاربته والإنتصار عليك
لكنك حينما تجهل عدوك تأكد بأنك ستسقط خاسرا قبل أن تخوض المعركة.
الفكرة ليست بتحديد العدو فقط بل بمعرفة نفسك ماذا تريد ؟
يجب أن تحدد موقعك المناسب.
أنت أكبر عدو لنفسك
ولا أسقط كل اللوم عليك وحدك
فالظروف نصيب من اللوم ايضا
وجزء من اللوم يُقسم على العائلة
وهنا أقصد الأب والأم
أنت نسخة منهم شِئت أم أبيت مهما بلغت درجة كرهك لتصرفات والديك فأنت جزء منهم سترث تلك التصرفات وسترث معها حبك لهما مهما ساء الأمر لايمكنك الإنسلاخ من والديك لايمكنك تغيير هذه الحقيقة فهي واقع حتمي.
قد تصبح نسخة منهم ولكن رجائي لك لا تحاول أن تكون النسخة الأسوأ
فداخل الضجيج يوجد صوت هادىء أتبع ذلك الصوت.
العلاقات المعقدة قد ولدت من رحم الألم وتغذت على الجفاء ونمت بداخل الوهم فصعب عليك تقبلها وصعب عليك التعايش معها وصعب عليك فراقها لكن فراقها مريح .
لايمكنك العيش بداخل صومعتك الخاصة ولايمكنك أن تستسلم.
في داخل هذه العلاقات أنت تموت بكل ماتحملها الكلمة من معنى.
أنت تموت داخلك يصرخ
أنت في صراع بل أنت في صراعين صراع مع نفسك لأنك أحمق وصراع مع من أوصلك لما أنت عليه الأن.
والنتيجه صفر لا نتيجة.
قد قلت لك ياعزيزي إنها دوامة اللاشعور.
وهذه كانت من أكثر المقالات تعقيدا فهي تصف شعور المرء اتجاه نفس في حضرة من قام بمنحه ثقته فقتله
توضح العلاقات السامة وتجمع بين الخذلان وانكسار الثقة .
(إن ربط الأحداث بعد نهاية كل قصة
تبيّن لك حجم الغفلة التي كنت فيها )
وكأنها تقول لك كم كنت أحمق وغافل.
فقط في النهايات ترى الحقائق الثابتة .
ليس كل شخص يجدر بك أن تثق به
ولا تصنع من الخيالات رجالاً وأبطالا.
قصتك أنت وحدك بطلها.
فالأبطال لايتم تزيفهم ولا تعديلهم ولا حتى اختراعهم .
الأبطال يولدون أبطالاً بطبيعتهم دون أي إضافات يملكون أحلامهم ويملكون القدرة على تحقيقها.
عش داخل دورك ولا تعش داخل دور غيرك حتى لا تكن ضحية حرب الشعور والخذلان تٓقمُص الأدوار ليس لك .
أنت أصلاً لست جزءًا؛ أصلاً أنت الكل بالتفاصيل الدقيقة المملة.
الكاتبة :
هويدا الشوا