التحديات في الحياة: كيف نواجهها ونتعامل معها؟
بقلم الإعلامي/ عبدالله البخاري
كانت مداخلتي في برنامج “أنفاس الصباح” على إذاعة نداء الإسلام، ضمن فقرة مشاركات المستمعين بتاريخ 7 ربيع الآخر 1446 الموافق 10 أكتوبر 2024، حول موضوع التحديات في الحياة وكيفية مواجهتها، والحد من تأثيراتها السلبية؟.
بدأت مداخلتي بالسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم تناولت حديثي بأن “حياتنا تحددها أفكارنا”، فالفكر مرآة الحياة، وما يختلج في العقل ينعكس على الواقع. إذا صَفَت أفكار الإنسان، صفت حياته، وإن كدرت، كدرت أيامه ولياليه. فإن أفكارنا هي التي تشكل حياتنا، ومن اقتنع بأن الحياة لو كانت تصفو لأحد، لصفت للنبي صلى الله عليه وسلم، أدرك أن الدنيا “خُلِقت على كدرٍ”، وأن التحديات فيها قدرٌ محتوم، وأمرٌ معلوم.
الحياة تشبه السفر
الحياة تشبه السفر؛ ومن أراد أن يسافر بين مدينتين، لا بد أن يستعد لرحلته، ويأخذ زاده وعُدَّته. فكما يواجه المسافر محطات في طريقه، إلا أنه لا يقف عندها انتظارًا للحاجة، بل يستمر في السير. كذلك الحياة، فهي مليئة بمحطات من التحديات والأكدار، فلا يتوقف فيها الإنسان مهما كانت الصعوبات، بل عليه أن يمضي قدمًا ويتجاوزها بحكمة وإرادة. فالعاقل من يستعد، والصبور من يواجهها بجلدٍ وثبات. كما ينفصل الطائر عن عشه ليبني عشًا جديدًا، كذلك الإنسان حين يستقل عن والديه، يواجه تحديات الحياة بحلوها ومرها. ومن كان في ميادين العمل، لن تخلو حياته من ضغوطات وظروف تستدعي الصبر، ولا حل لها إلا بالتروي والتفكير السديد.
ختام المداخلة
أكدت على أننا كمسلمين، وخصوصًا من يسكن في رحاب المدينة المنورة أو مكة المكرمة، نعلم يقينًا أنه لا ملجأ ولا منجى من التحديات إلا بالله. فكما قال الله في كتابه الكريم: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”. التوكل على الله هو السلاح الذي نواجه به الصعاب، والثقة بقدره وقدرته هي ما تمنحنا الطمأنينة في مواجهة كل شدة وابتلاء.