أمي لم تكن أم 100
بقلم ابنها / عبدالعزيز عمر فلاتة
أمي رحمها الله هي أول من علمني روتيني بالغذاء الجسدي والروحي والفكري،
هي السيدة / خديجة بنت محمد سمبو الأدماوي الملقبة ( بالفقيها البوقرية ).
والتي سعت بكل جهدها ، وبما أتاها الله من فضله إلى العلم والتعليم فأنشأت دار لتعليم أبناء الحي بما يسمى في حينه ( كتاب من الكتاتيب المنتشرة في ذلك الوقت ).
ومن المعلوم أن الكتاتيب في ذلك الوقت كانت تهتم بتعليم القرآن الكريم ، وبعض الحروف كالقاعدة النوارنية ، وما شابه ذلك .
إلا أنها وبفضل من الله الذي أنار لها الطريق جعلت من الكُتّاب الذي أنشأته ( مدرسة ) به مقصف وحراسة أمنية ومجاميع تقوية مسائية ، وكان الكُتّاب يجمع البنين والبنات داخل مبنى واحد ، إلا أن الفصول كانت مستقلة البنين عن البنات.
ولتطوير ذاتها سعت إلى تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق أشرطة الكاسيت حيث كانت لها تجربة سابقة في تعلم القرآن الكريم عن طريق الأشرطة لإئمة الحرمين الشريفين.
وبفضل من الله ذاع صيتها وشهرتها فأصبح وأمسى رواد كُتّابها من مختلف الأحياء في مكة .
وما زلت بحمد الله ومنته وشكره أحظى ببركتها على تقدير كثير ممن تتلمذوا على يديها.
ملاحظة حيث أشرت في المقدمة والعنوان بأن أمي لم تكن امية حيث أنها لم تحصل على شهادة دراسية ولم تسعى للكسب المادي وإنما ابتغاء وجه الله وشغفها بالعلم والتعلم والتعليم -رحمها الله- وغفر لها وأسكنها فسيح جناته.