السبت, 21 سبتمبر 2024 08:53 مساءً 0 104 0
سعودي في أوزبكستان
سعودي في أوزبكستان
. الإعلامى/ عبدالله عبدالهادى  

**سلسلة أدب الرحلات: تدوين الكاتب لرحلاته ومغامراته حول العالم**  

**وهذه التجربة عن سعودي في أوزبكستان**  

**بداية استكشاف أوزبكستان من طشقند العاصمة**  

**نبذة عن أوزبكستان**  

تُعتبر أوزبكستان، الجوهرة في قلب آسيا الوسطى، دولة غنية بالتاريخ والثقافة. تمتد على مساحة حوالي 447,400 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 34 مليون نسمة. تُعد طشقند، العاصمة، مركزًا ثقافيًا وتعليميًا حيويًا. اللغة الرسمية هي الأوزبكية، والعملة المستخدمة هي السوم الأوزبكي (UZS). دخل الإسلام إلى المنطقة في القرن الثامن الميلادي، وأصبحت أوزبكستان مستقلة في 31 أغسطس 1991.  

**نبذة عن طشقند**  

تعتبر طشقند أكبر مدينة في أوزبكستان، وتتميز بطابعها المعماري الفريد الذي يجمع بين التأثيرات السوفيتية والمباني الحديثة. تعد المدينة نقطة انطلاق رئيسية للرحلات السياحية، حيث تحتضن العديد من المعالم الثقافية والدينية.  

**عادات وتقاليد أهل طشقند**  

يتسم أهل طشقند بكرم الضيافة، حيث يُعتبر تقديم الشاي الأخضر والمكسرات جزءًا أساسيًا من تقاليدهم العريقة. يُظهر السكان احترامًا كبيرًا للعائلة، وتلعب العادات الإسلامية دورًا محوريًا في حياتهم اليومية.  

**تنوع الأعراق في طشقند**  

تُعتبر طشقند مدينة متعددة الأعراق، حيث يقطنها الأوزبك، الروس، الطاجيك، والأقليات الأخرى، مما يعكس تنوعها الثقافي والاجتماعي.  

**السعوديون في أوزبكستان**  

يتواجد عدد من السعوديين في أوزبكستان لأغراض متعددة، مثل السياحة، العمل، والدراسة. يشكل السعوديون جالية نشطة، حيث يساهمون في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين. كما يتمتعون بتجارب مميزة في استكشاف المعالم السياحية والأطعمة المحلية، مما يعكس ثقافة بلدانهم وتقاليدهم.  

**أشهر الأكلات الشعبية**  

تشتهر طشقند بمجموعة من الأطباق الشهية، التي لها مثيلاتها في السعودية ولكن بأسماء مختلفة وطرق إعداد متنوعة، منها:  

- **البلاو**: يُعرف في السعودية بـ"الرز البخاري"، ويختلف تحضيره بين المدن. - **المنتى**: يُعرف في السعودية باسم "المنتو"، وهو طبق شعبي يتكون من عجينة محشوة باللحم والبصل. - **السمسا**: يُعرف في السعودية بـ"الفرموزة"، وهو نوع من الفطائر المحشوة. - **اللغمن**: نوع من المعكرونة يُقدم بطرق مختلفة حسب المدينة.  

**تجربتي في طشقند**  

#### **الوصول إلى طشقند**  

انطلقت رحلتي من المدينة المنورة إلى طشقند في صباح يوم الاثنين 13 ربيع الأول 1446 هـ الموافق 16 سبتمبر 2024 م. استقبلني زوج ابنتي عند المطار، مما أزال عني بعض التعب من الرحلة الطويلة. بعد تسجيل الوصول، وقبل أن نتوجه إلى الفندق، قررنا تناول وجبة العشاء في مطعم محلي.  

**التوقف في مطعم محلي**  

توجهنا إلى مطعم مشهور بتقديم الأطباق الأوزبكية التقليدية. هناك، جربت طبق **البلاو الطشقندي** المميز، الذي كان لذيذًا وشهيًا. كما تناولنا بعض الأطباق الجانبية مثل **السمسا** و**المنتى**، وكانت تجربة تناول الطعام بمثابة نافذة على الثقافة الأوزبكية. الجو في المطعم كان دافئًا ومليئًا بالحيوية، مع موسيقى محلية تضفي رونقًا خاصًا على المكان.  

**الاستمتاع بالأجواء قبل الوصول إلى الفندق**  

بعد العشاء، مشينا قليلاً في شوارع المدينة. كانت الشوارع تعج بالحركة، والسكان المحليون يمارسون حياتهم اليومية. استمتعت بمشاهدة البازارات الصغيرة، حيث تُعرض المنتجات المحلية مثل التوابل والأقمشة، مما أضاف بعدًا آخر لتجربتي في المدينة. كان من المثير رؤية الأطفال يلعبون في الشوارع، ورائحة الشاي الأخضر تتصاعد من المقاهي.  

**استكشاف معالم المدينة**  

ثم قررنا استكشاف المدينة. بدأنا بزيارة **مسجد طشقند الكبير**، الذي يتميز بتصميمه المعماري الفريد وجوه الهادئ. كان من المميز رؤية التقاء التراث الإسلامي مع التاريخ الأوزبكي، وشعرت بالروحانية وأنا أستمع إلى الأذان يتردد في أرجاء المسجد.  

**التفاعل مع السكان المحليين**  

أثناء التجوال، قابلت بعض السكان المحليين الذين أبدوا كرم ضيافتهم المعتاد. استوقفتني امرأة كبيرة في السن في السوق، وقدمت لي بعض الفاكهة المجففة كتعبير عن الترحيب. لم أتمكن من التواصل معها كثيرًا بسبب حاجز اللغة، لكن الابتسامة المتبادلة كانت كافية لنقل مشاعر الدفء والترحيب.  

**المساء في طشقند**  

في المساء، توجهنا إلى مطعم آخر لتناول وجبة العشاء. اخترنا مطعمًا معروفًا بتقديم الأطباق التقليدية الأوزبكية. استمتعنا بوجبة مكونة من **البلاو** مرة أخرى، ولكنه كان محضرًا بنكهة مختلفة تمامًا. كما تذوقنا **اللغمن**، الذي كان شهيًا ومليئًا بالتوابل. الأجواء في المطعم كانت مفعمة بالحيوية، مع موسيقى حية تضفي لمسة خاصة على تجربتنا. كانت تلك الوجبة تتويجًا لليوم، حيث استمتعنا بتذوق النكهات المتنوعة.  

**الاستعداد للرحلة إلى سمرقند**  

بعد بضعة أيام من الاستمتاع بجمال طشقند، حان الوقت للانطلاق في مغامرة جديدة إلى **سمرقند**. قررت السفر على متن **قطار "أفروسياب" السريع**، وهو الخيار الأمثل للوصول إلى هذه المدينة التاريخية. قمت بحجز التذاكر مسبقًا، وتوجهت في صباح يوم الرحلة إلى محطة القطار.  

**رحلة القطار إلى سمرقند**  

الوصول إلى محطة القطار تجربة رائعة. المحطة كانت حديثة ونظيفة، ومع دخول القطار، شعرت بحماس كبير. انطلق القطار في هدوء وسلاسة، وبدأت أستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة. مررنا بالحقول والقرى الصغيرة، وكان المشهد يبعث على التأمل والراحة.  

استغرقت الرحلة حوالي ساعتين ونصف، وعندما وصلنا إلى سمرقند، شعرت بالرهبة من التاريخ الذي تحمله هذه المدينة. بمجرد مغادرتي محطة القطار، كانت المعالم التاريخية أمامي، مما جعلني أشعر بشغف الاستكشاف. **انتظروا مقالًا خاصًا عن سمرقند**، حيث سأشارككم تفاصيل رحلتي وتجربتي في هذه المدينة الساحرة.  

**العودة إلى طشقند بعد زيارة سمرقند**  

بعد زيارة سمرقند، عدنا إلى طشقند يوم الجمعة 17 ربيع الأول 1446 هـ الموافق 20 سبتمبر 2024 م. كانت العودة فرصة للاسترخاء وتجهيز أنفسنا لاستكشاف المزيد من مدن أوزبكستان. استقبلنا الأجواء الحارة والترحيب من أهل المدينة، مما جعل العودة تجربة ممتعة ومليئة.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
سعودي في أوزبكستان

محرر المحتوى

عامر الخياط
المدير العام
مدير التسويق في الصحيفة

شارك وارسل تعليق