في الفترة الأخيرة صارت الساحة اللبنانية مشتعلة بحادثة انفجار جهاز ( البيجر ) لعدة عناصر من حزب الله اللبناني والتي أسفرت عن قتلى وجرحى، وهذه الحادثة أولا : طرحت تساؤلات كثيرة حول مدى أمان الأجهزة المحمولة ؛ سواء كانت هواتف، أو بياجر ، أو أجهزة اتصال ، ثانيا: هل الأجهزة هذه ممكن تُستخدم كأدوات تفجير بيد الدول أو الجماعات المسلحة؟.  

جهاز البيجر هو جهاز تقليدي للاتصال كان يستخدم من قبل ظهور الهواتف المحمولة، رغم إن استخدامه قل في أماكن كثيرة، إلا إنه يظل مهم لدى البعض، حزب الله اعتبر استخدام البياجر وسيلة آمنة بعد ان تعرض عناصرها للأغتيال، لكن الحادثة الأخيرة أثبتت إنهم لم يكونوا في امان ، والتقارير تقول إن الانفجار مو مجرد عطل تقني ، وبعض المصادر حتى تقول إن إسرائيل ممكن تكون متورطة بهالحادثة ، وهذا يجعلنا نتساءل إذا الأجهزة المحمولة قد تكون عرضة أيضا للاستغلال من قبل الدول أو الجماعات المسلحة ، وتاريخياً تم استغلال الأجهزة الإلكترونية في تفجيرات متعددة ، خصوصاً الهواتف المحمولة ، وتم تعديلها لتفجير عبوات ناسفة عن بُعد ، وبعض الجماعات والدول استخدموا هالطرق لأغراض عسكرية، وتكتيكية.  

التكنولوجيا جعلت من الممكن استغلال الأجهزة اليومية كأدوات تفجير ، والأمثلة تشمل الهواتف المحمولة المعدلة لتفجير العبوات الناسفة عند استقبال مكالمة أو رسالة ، وأجهزة التحكم عن بعد وحتى البيجر التقليدي الذي يمكن وصله بمواد متفجرة، فهل الدول ستستخدم هذه التقنيات !. الدول في عالم التجسس والحروب تستخدم أدوات تكنولوجية متطورة لتحقيق أهدافها، والتكنولوجيا مو محصورة في الاستخدام السلمي ، لكن بعض الدول يمكن أن تستغل الأجهزة المحمولة مثل الهواتف واجهزة البيجر لتفجير عبوات عن بُعد ، وهذا يتطلب تخطيط دقيق ومعرفة تقنية عالية.  

و الاستخدام العشوائي أو غير المتقن لذلك ممكن يسبب كوارث إنسانية، ويعرض حياة الأبرياء للخطر ، ويجب على الدول أن تكون حذرة في استخدام تلك الأدوات ؛ لتجنب الأضرار الجانبية ، لكن الاستغلال يطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية هل ممكن تضع الدول ضوابط تمنع استخدام الأجهزة في التفجيرات وهل هناك تقنيات مضادة لكشف الأجهزة المعدلة؟ . رغم قلة الحوادث اللي تُستخدم فيها الأجهزة المحمولة كأدوات تفجير أغلب الهواتف والأجهزة المحمولة آمنة، فالشركات المصنعة دائمًا تطور معايير أمان عالية، لكن الخطر يبقى في مناطق الصراع، ومن الممكن يتم تعديل الأجهزة أو التحكم فيها عن بُعد.  

من المهم أن يبقى الأفراد واعين لتلك المخاطر القادمة، ويتجنبون شراء أجهزة من مصادر غير موثوقة. و التعاون بين الحكومات والشركات المصنعة ضروري لتقليل استغلال الأجهزة لأغراض غير مشروعة. التكنولوجيا قد تكون سلاحًا ذو حدين؛ فحادثة انفجار جهاز البيجر تذكرنا أن التكنولوجيا رغم فوائدها ممكن تكون سلاحًا ذو حدين في عالم سريع التطور، وممكن استغلال الأجهزة المحمولة لأغراض خبيثة ، سواء من الدول أو الجماعات المسلحة ، لذلك تطوير سياسات أمان صارمة من قبل الحكومات والشركات المصنعة صار ضرورة ملحة لحماية الناس وضمان أمان التكنولوجيا التي يعتمدون عليها يوميًا في حياتهم ولا يستغنون عنها ، وايضاً بعد هذه الحادثة بات من الضروري ان يتم تصنيع اجهزة محلية آمنة.