الكاتبة - سارة المطيري
في مسرح الكون، نتقمص جميعًا أدوارًا عجيبةً ونرتدي أقنعةً لا تنتهي، حيث تتحول أسماؤنا إلى مجرد ظلال على خشبة المسرح. ليس ثمّة حقيقة هنا سوى وجودك الفردي، بينما تتحوّل الأحداث إلى مزيجٍ من أوهامٍ متكررة، وساعاتٍ مؤقتة، تتلاشى تحت ضوء كاذب.
في هذا العرض المهيب، يظهر الممثلون كأطيافٍ، وفي خضم جموعهم، لا نرى إلا القلة التي يمكن تصديقها. هنا، يكون الكاذب أكثر صدقًا من الصادق، والخائن هو المخلص. هذه المتاهة تدعونا للتأمل الصامت، بينما الستارة ترتفع لنغرق في صمتٍ مطبق، وكأننا في قلب سرٍ غير مُفصح عنه. رغم الجهود الحثيثة لتجسيد الواقع ؛ مانراه هو محض خيال متقن ، تُنسج خيوطه بحرفية.
وحين يُختتم العرض، يرتعش الممثلون قلقًا، يتساءلون عن مدى إعجابنا بهم. فهل نقيّمهم بناءً على أدوارهم الزائفة، أم على زيفهم المُنكشف؟
لكن، في الختام، لا تنجح الأدوار ولا التظاهرات في إخفاء التأثير الكاذب. نُصفِّق لهم بابتساماتٍ زائفة وثناءٍ ماكر، بينما تُعلَّق مسرحية الحياة في كل زاوية، وتُبنى حولها هالةٌ من التمجيد المخادع.