إذا كنت لا تعرف مافي الغار لا تمد يدك .

          ( كارثة عدم معرفة قوة ورد عدوك)  
 

الكاتب /  د. فيصل معيض السميري ( الطموح ) 
    
 
في الحروب المعرفة سيد البندقية وخاصة عند المواجهات  الميدانية  ،  جملة معروفة ليست من خيالي . العقل يقول لاتقدم على معركة مع عدوك بادوات وتقنيات تعرف يقينا بأن عدوك يتفوق عليك بمراحل كبيره جدا  ويمتلك قدرات عسكرية وتقنية ضخمة لايمكن المقارنة بينها وبين  ما لديك ،   إلا إذا كنت تريد أن تتخلص من شعبك .  

    لا أحد ينكر  ما يواجهه أبناء الشعب الفلسطيني من إحباط وقهر وظلم وقتل وتهجير وجوع سببه هذا الإحتلال . الذي لا يعرف إلا الدماء والقتل والدمار ، ولا يعترف بحقوق الإنسان ، أو أي حقوق أخرى ، و يشد من أزره غرب رمى بالمثاليات والحقوق  التي يتغنى بها عرض الحائط عندما يتعلق الأمر باسرائيل ، واللوبي اليهودي يريد منهم ذلك  الهجوم التي قامت به قيادات حماس  يوم السابع من اكتوبر لعام 2023 دون التنسيق مع بعضها البعض اولاً،  و مع قيادة الشعب الفلسطيني . ودون معرفة طبيعة غزة الجغرافية المعزولة  تماما ، التي لديها قوة عسكرية متكافئة ، فلايوجد طائرات مسيرة أو مدافع طويلة المدى ، ولا تدفق أسلحة من الخارج ، واعتمدت في حساباتها على محور المقاومة الذي  تخلى عنها تماما وقال كان قرار حماس لوحدها   .
 
 هلامية المقاومة ... محور المقاومة الذي ازعجنا به المحللين العرب قبل غيرهم  بالإشادة به ، محور هلامي ليس من أهدافه تحرير فلسطين أبدا أو الصلاة في القدس ،  وإنما خدمة استرتيجية بعيدة المدى  لأطماع ايران في المنطقة وإعادة قيام الإمبراطورية الفارسية  .

  التزييف الإعلامي …   صحيح أن الحرب المعنوية لها دور في المعركة ، ولكن تضخيم ما لدى حماس من قوة عسكرية وأسلحة ردده المحللين الإستراتيجيين على شاكلة :-
١- اللواء / فايز الدويري ، (وين يروح من عقاب الله سبحانه )، نشاهده على شاشة أحد القنوات كل ليلة لتحديد نقاط القوة لدى حماس ، وكانّه يرشد العدو إلى هذه النقاط لضربها .
٢- المحلل/ عبدالباري عطوان .
٣-محلل عراقي صوت بيفجر شاشة قناة الجزيزه /(حاتم الفلاحي ) وغيرهم كثير . 
وهم يعرفون هؤلاء المحللين بأن ما لدى حماس سوى أسلحة من (تنك) لم تثبت جدواها في الميدان ومجموعة انفاق لتهريب بعض المواد وبيعها على أهل قطاع غزة بأسعار مضاعفة . 

 التردد  الإيراني ...
 على قتل رئيس مكتب حماس  على ارضها وداخل مباني حرسها الثوري ، بل أن محور المقاومة ترك ما تبقى من آهل قطاع غزة  يفنى إن لم يكن بالقنابل فالأمراض والجوع. والأوبئة  ، وليس أمام أهل غزة سوى الصياح وينادون أين القانون الدولي ؟ أين المجتمع الدولي؟ أين حقوق الإنسان ؟ أين الضمير الدولي؟ أين شرطي العالم؟   وليس هناك من مجيب !! .

الولايات المتحدة الأمريكية ...
 كشفت عن وجهها الحقيقي في الوقوف ضد الحق ، بل التشجيع والوقوف مع إبادة آلشعب الفلسطيني ، والوقوف مع قتل ما يزيد على (80) ألف منهم وما يزيد على (40) ألف تحت الإنقاذ  بشهادة العديد من المنظمات الدولية وجرح ما يزيد على (100) ألف ، والوقوف مع تدمير المستشفيات والمدارس والجمعيات  ، وقتل الأبرياء ، بالأسلحة الأمريكية المتطورة وحشد القوات والمدمرات وحاملات الطائرات في المنطقة؛ لحماية من يقوم بحرب الإبادة ويرتكب الجرائم الإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني .

اللوبي الإسرائيلي … قام بدور محوري في الضغط على الغرب ؛ لرمي القيم التي ينادون بها عرض الحائط ، وتشجيع استمرار تدفق الأسلحة المتطورة والنوعية لدولة الإحتلال ، فمن ما قام به وتحت أنظار الغرب ما يلي :-  
١-   تعطيل مجلس الأمن تماما من خلال الفيتو الأمريكي .
٢- عطل  دور المنظمات الحقوقية  حتى أن امريكا هددت قضاة المحكمة الجنائية الدولية بالعقوبات  تضييع العدالة.
٣- أجبر  معقل الديموقراطية ( الكونغرس الأمريكي) على استقبال  مجرم الحرب  والجزار  (  بنامين نتنياهو ) وفي قمة إبادة الفلسطينيين في غزه والضفه الغربية  بالتصفيق الحار  والرضى على أعمال الإبادة  في غزة .
٤- أطر ح تساؤل أين اللوبي العربي الفلسطيني ؟
 اغلبهم في الحزب الديمقراطي ويدعمون بايدن ، وأغلبهم تجار وأهل مال ، ومنهم اساتذة في الجامعات ؛ ولكنه لوبي فاشل همه التجنيد ضد الدول والقيادات العربية  فعليهم تعتمد (BBC) في تقاريرها المفبركة ومن على شاكلتها،  فهذا اختصاصهم دون اي جهد للكضية.  وإذا احد  عنده اجابة غير ذلك يقدر يجيبني ؟! .

٤- المفاوضات على هدن كل يوم تطلع اسرائيل  بشروط جديدة ، ألم تعرف حماس بأن اليهود فاوضوا موسى عليه السلام في ذبح بقرة؟ ، ألم تعلم حماس بأن رئيس وزراء اسرائيل ( بنيامين نتانياهو) ليس همه إلا الحفاظ على مستقبله السياسي ( لاهمه أمن اسرائيل ولا رهائن) ؟.

    التنسيق الأمريكي والغربي مع ايران ... واضح من الآتي :-
١- الرد الإيراني بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ، كان مضحكة للعالم بأكلمه إلا حماس  .
٢- حجم التنسيق مع حزب الشيطان في لبنان عند الرد على مقتل  القيادي  / فؤاد شكر  واعتبار الرد لحفظ ماء الوجه، علما بأن صاحب الدجاج يطالب بالتعويض  .
 ٣- التلاعب بكيفية تم قتل  / اسماعيل هنيه  حيث إشارات التقارير إلى صاروخا ومرة قنبلة وهناك معلومات تقول انتحار  ،  والتنسيق في الرد والإكتفاء  فقط بما تقوم به أذرعة طهران ( الحوثي )  في البحر الأحمر وحزب تدمير لبنان في الجنوب .  

في الختام ...
 حماس كانت تعرف تماما:-
 ١-  حجم وقوة قدرات دولة الإحتلال الاسرائيلي  وحجم الدعم  التي تحصل عليه دولةً الإحتلال من الغرب .
  ٢- ضعف وهلامية محور المقاومة وكل ما لديهم صورايخ بدائية أغلبها مواصير قادمة تهريب من طهران .
 ٣-  جغرافيه قطاع غزة الذي لا يسمح بإدخال السلاح ،  ذكرتني هذه النقطة ( الفلسطينيون في مفاوضات (أسلو) ليس لديهم خرائط واعتمدوا على ما لدى المفاوض الإسرائلي من خرائط ) .
 ٤- لا يمكن الاعتراف بدولتين للفلسطينيين دولة في غزه ودولة في الضفة ، وتعلم ان العالم لا يتعامل إلا مع السلطة الفلسطينية وتعلم أن الدول العربية تطالب وتضغط لتنفيذ المبادرة العربية التي اصلها سعودي. والتي تدعو إلى حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية  على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية  .

والسؤال الذي يطرح نفسه من المستفيد من أعمال السابع من اكتوبر لعام 2023  ؟ إذا لم تعرف ما في الغار لا تمد يدك .  والسلام ،،،،،،،،،،،،،

الرياض ليلة الجمعة 
الموافق 2024/9/6